تركي بن بندر: التمرين يشتمل على فعاليات تحاكي واقع الحرب الحديثة بكافة مستوياتها الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية القحطاني: أهمية «سيف عبدالله» تكمن في تطبيق مفهوم العمليات المشتركة وممارسة مهام قيادة القوات ودمج المجهود أثبتت أحداث التاريخ على مر العصور أن أمن الدولة مساوٍ لقدراتها العسكرية التي تجعلها قادرة على مقاومة أي تهديدات تُوجَّه إليها، ولا شك أن تمرين «سيف عبدالله» الذي تُدار أحداثه بكل كفاءة واقتدار هذه الأيام، يأتي وفق مفهوم بناء وإعداد القوات المسلحة، ويدور حول عدة مفاهيم يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ومنها المفاهيم الاقتصادية والسياسية والتوجيهية والتقنية والاحترافية العسكرية، التي تنفذها الدولة من أجل تعزيز قدرتها العسكرية، ولتحقيق أمنها الوطني. ويؤكد أبناء القوات المسلحة في المنطقة الشرقية المشاركون في تمرين «سيف عبدالله» أنهم سيبقون دائماً سداً منيعاً أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن بلادنا الطاهرة، كما هو ديدن إخوانهم جنودنا البواسل في كل القطاعات العسكرية المختلفة الذين سطروا أروع ملاحم البطولة الدفاعية عن أرض الوطن في وجه المعتدين الذين سولت لهم أنفسهم الاعتداء على حدود الوطن المنيعة، وكانوا حريصين دائماً على أن تكون أرض المملكة كما أراد لها قادة هذه البلاد وعلى مر العصور، أن تكون أرض خير وسلام وصداقة، وأن تكون أجواؤها مفتوحة للسلام، ويكون بحرها بحر سلام وصداقة تمخر عبابه سفن التواصل بين الشعوب لا حاملات وسائل القتل والتدمير، تريده بحراً لأهل هذا البحر خالياً من أساطيل الذين يريدون بشعوبنا شراً، وأن تبقى المملكة كما جُبلت عليه ومنذ الأزل نواة السلام العالمي. وتقع على عاتق رجال قواتنا المسلحة البواسل مسؤوليات المستقبل، فهم ينهضون بمهمة كبرى عندما يوجهون جهودهم نحو خير البشرية وسعادتها، ويقاومون كل الشرور المتمثلة في العدوان على الغير، واستلاب حقوق الآخرين، واستغلال الكبير للصغير والقوي للضعيف، هذه الشرور هي مصدر الحروب، وزوالها هو طريق السلام، فما من شعب، إلا ويناضل مكافحاً هذه الشرور عندما يتعرض لها، ويظل يناضل حتى يقضي عليها. نهج المملكة ومبادئها وعقيدتها دائماً قيادة وشعباً، مبنية على أن تكون الحياة مستمرة بناءً وتقدماً ورقياً، حياة يسودها العدل والمساواة، خالية من أسباب وعوامل الخوف والرعب والإرهاب. ومن جهته، قال قائد قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية والقطاع الشرقي صاحب السمو الملكي الأمير اللواء الطيار الركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود: إن تمرين «سيف عبدالله» يعتبر من أضخم وأعقد التمارين المشتركة التي تنفذها القوات الجوية على المستويين الداخلي والخارجي، لما يشتمل عليه التمرين من فعاليات مختلفة تحاكي واقع الحرب الحديثة على كافة مستوياتها الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، إضافة إلى تزامن تنفيذ التمرين في ثلاث مناطق عسكرية مختلفة مما يتطلب من القوات الجوية دقة في التخطيط والتنفيذ لاستخدام المصادر المتوفرة للقيام بمختلف أنواع العمليات الجوية، وتوفير المساندة المطلوبة للقوات الأخرى. وأضاف «تمرين سيف عبدالله» الذي يشترك فيه منسوبو أفرع القوات المسلحة مع بعضهم البعض وفي عدد من مناطق مملكتنا الحبيبة يأتي ضمن سلسلة التمارين التي تهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات واكتساب المهارات من خلال الدقة في التخطيط والاحترافية في التنفيذ والقدرة على ممارسة إجراءات القيادة والسيطرة على القطاعات المختلفة في مسرح عمليات موحد، والوقوف على المستوى المتميز لمنسوبي قواتنا المسلحة وما وصلت إليه من كفاءة واحترافية؛ إذ تمثل مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية بكافة قطاعاتها في تمرين «سيف عبدالله» امتداداً لمشاركاتها في التمارين الجوية المحلية والخارجية، بهدف رفع درجة جاهزيتها القتالية، تمشياً بتوجيهات القيادة الرشيدة وفقها الله، للمحافظة على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية القتالية لكافة القوات العسكرية السعودية. ويشارك القطاع الشرقي في التمرين، ممثلاً في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، وقاعدة الملك سعود الجوية في حفر الباطن، وبكافة عناصره، للدفاع عن حدود مسؤوليته، وتنفيذ العمليات الهجومية، وتوفير الجهد الجوي المطلوب لمساندة القوات الأخرى من خلال مراكز عمليات الإسناد الجوي العاملة مع القيادات المختلفة. وقال العقيد الركن زياد بن سعيد القحطاني: يعد تمرين «سيف عبدالله» من التمارين المشتركة المهمة على مستوى القوات المسلحة إضافة إلى الجهات الحكومية المساهمة في إسناد المجهود الحربي، وتكمن أهميتها في تطبيق مفهوم العمليات المشتركة من خلال ممارسة مهام وواجبات وإجراءات قيادة القوات المشتركة ودمج المجهود لتحقيق العمل المشترك. كما قامت قيادة قوات الدفاع الجوي بتقديم الدعم الكامل على المستوى «العملياتي والإداري والتمويني والمعنوي» لنجاح هذا التمرين، ولله الحمد والمنة جميع وحدات مجموعة الدفاع الجوي الخامسة في جاهزية قتالية عالية وقادرة على إنجاز مهامها بكفاءة. كما أن معنويات منسوبي مجموعة الدفاع الجوي الخامسة «ضباط وأفراد» عالية جداً والجميع على أهبة الاستعداد للدفاع عن هذا الوطن الغالي. وقال العقيد الطيار الركن عبدالقادر سراج الزهراني: لا شك أن تمريناً بهذا الحجم الضخم لا يتم إلا بتوفيق من الله عز وجل، ثم بالدعم الكبير واللامحدود من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وولي عهده الأمين وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وبإشراف ومتابعة ميدانية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع، وإن هذا الدعم من قيادتنا الحكيمة كان له الصدى والأثر الإيجابي على المشاركين، حيث انعكس ذلك على النتائج المذهلة والفوائد الجمة التي تم تحقيقها حتى هذه اللحظة، حيث نفذت هذه التمارين بمعنويات عالية جداً، وهذا لا يأتي إلاَّ بوجود رجال يضعون مصلحة وطنهم نصب أعينهم، الوطن الذي يسعى دائماً إلى أن يعيش أطفالنا وأطفال العالم طفولة سعيدة، وأن يحيا شبابنا وشباب العالم حياة هنيئة، وأن تنعم جميع الأجيال بحياة لا تكدرها حاجة ولا مرض ولا تخلف، بل تهنأ بعافية وعلم ومعرفة. وقال المقدم بحري ركن حسن بن معدي الرفيدي: من خلال مشاركتنا في هذا التمرين اتضح لنا مستوى جاهزية مختلف القوات المشاركة سواء من فروع وزارة الدفاع أووزارة الحرس الوطني والفروع المشاركة من وزارة الداخلية ممثلة في حرس الحدود والدفاع المدني وأمن المنشآت. ولمسنا الحالة المعنوية المرتفعة لكافة المشاركين وعلى مختلف المستويات ولكافة القوات والجهات المشاركة، حيث يشارك حرس الحدود في المنطقة الشرقية بعدد من الوسائط البحرية متمثلة في الحوامات والزوارق بعيدة المدى ومتوسطة المدى والاعتراضية، وعدد من أطقم الدوريات البرية المجهزة بكامل التجهيزات العسكرية اللازمة. وقد وفرت قيادتنا الحكيمة كافة الإمكانيات والتسهيلات اللازمة لنجاح هذا التمرين من أسلحة حديثة ومتطورة وكذلك الوسائل التقنية المختلفة.