كشف مدير تعليم المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس ل»الشرق»، أن الإدارة تتابع جميع الإجراءات التي اتبعتها المدرسة المتوسطة التي يدرس فيها الطالب صالح الغامدي الذي تغيب عن منزل والده منذ يومين وتم العثور عليه في الدمام مساء أمس الأول، بسبب مشاجرة مع أحد الطلاب في مدرسته، وقررت المدرسة على ضوء ذلك إرسال خطاب استدعاء لوالده مما سبب له الخوف ودعاه للهرب من المدرسة وعدم العودة للمنزل، إضافة إلى ما ترتب على ذلك من عمليات بحث وتحرٍ من قبل الدوريات الأمنية في الجبيل. وأضاف المديرس «مثل هذه القضايا نتابعها بلا شك، ونتحقق من كل الإجراءات التي اتخذتها المدرسة، فجميع الطلاب هم أبناؤنا ونتعامل مع الكل بإنسانية وأبوة حانية، والحمد لله أنه تم العثور على صالح وهو بخير وصحة وعافية». تنفست أسرة أحمد بن صالح الغامدي، الصعداء بعد عودة ابنها صالح (13 عاماً) إلى حضنها مساء أمس الأول، بعد تغيبه مدة يومين. وعُثر على صالح في الدمام التي ذهب إليها لزيارة منزل خاله الذي لم يكن موجودا وقت وصوله، ودون أن يُبلغ أهله وذويه بهذه الرحلة المفاجئة. «الشرق» زارت صالح الغامدي في منزل والده وأسرته بالجبيل البلد، بعد عودته من غياب دام يومين متتاليين شهدت خلالها الجبيل بحثا وتحريات لا مثيل لها من الدوريات الأمنية والفرق التطوعية التي انتشرت في كل بقاع المحافظة. قصة الغياب وسرد صالح ل «الشرق»، قصته وسبب غيابه عن منزل والده بقوله: «تشاجرت في البداية مع أحد زملائي بالمدرسة، وبعدها تم إرسالنا لوكيل المدرسة وحقق معنا وقام بتحويلنا للمرشد الطلابي». وأضاف «المرشد الطلابي ذكر لنا أنه سيقوم باستدعاء أولياء أمورنا، وقال لي: ولي أمرك سيعاقبك على مشاجرتك، وهذا الأمر زاد خوفي وقلقي من والدي، وبعدها قمت بالهروب من المدرسة بعد صلاة الظهر». وتابع صالح «ذهبت بعد ذلك لمواقف السيارات في الجبيل البلد أمام ستي سنتر، وركبت سيارة ليموزين دون مقابل مالي لأنني شرحت له وضعي، وقلت له إن أسرتي في الدمام وأنا ضائع بالجبيل، وأوصلني لمجمع الحياة بلازا، وبعدها حاولت أن أجد سيارة توصلني إلى منزل خالي، ولكنني لم أستطع الذهاب لعدم وجود مبلغ مالي معي فقمت بالانتظار حتى وصل موظفو مكتب الأمن في مجمع الحياة بلازا وقاموا بالاتصال بالشرطة فحضروا وركبت معهم وسألوني: هل تعرف منزلكم، فذكرت لهم أنني أعرف منزل خالي في (حي 91 الشارع التجاري) وبحثوا معي عن المنزل ولم نستطع الوصول إليه، فرجعت معهم لمقر الشرطة وقالوا لي نم بغرفتنا فنمت وعند السادسة صباحاً طلبت منهم أن أذهب للسوبر ماركت وأعود مرة أخرى، فذهبت ولم أعد لهم مرة أخرى، وعدت لمجمع الحياة بلازا مرة أخرى أبحث عن سيارة ليموزين ووصلت إلى منزل خالي أخيرا ولكني لم أجدهم، فنمت في السطح». وعند حقيقة ما ذكره لزملائه بأنهم لن يشاهدوه مرة أخرى، قال صالح «نعم ذكرت لهم ذلك من باب المزح، وفي البداية لم أكن أود الذهاب لمواقف السيارات بالجبيل لأنني اتفقت مع أحد زملائي أن يوصلني للدمام لكنه تخوف من ذلك، وأخبرني أحد زملائي بالمدرسة بالمواقف وذهبت لها»، مؤكداً أن هذه ستكون المرة الأولى والأخيرة، ولن يُقدم على مثل هذه الخطوة أبداً. أما علي الغامدي (خال صالح)، فذكر أنهم لم يكونوا موجودين في الدمام وقت وصول صالح هناك، وكانوا يبحثون عنه مع أهله ووالده في الجبيل. إلى ذلك، قدم والد صالح شكره لكل من وقف معه وشارك في رحلة البحث عن ابنه، وخص بالشكر «الشرق»، والفرق التطوعية بالجبيل. من جهتها، أكدت شرطة المنطقة الشرقية أنه تم العثور على الشاب المتغيب في مدينة الدمام من قبل أحد أقاربه، وتسلمه والده في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول.