مُنذ أكثر من 30 عاماً وما زالت الشكوى مستمرة ومطالبات أهالي محافظة حفر الباطن لهيئة الطيران المدني لتطوير مطار القيصومة المحلي ليكون ضمن المطارات الإقليمية وزيادة عدد الرحلات وتطوير شكل المطار وخدماته. وشهدت المحافظة خلال الفترة الماضية تطوراً كبيراً، وآخرها قرار خادم الحرمين الشريفين إنشاء جامعة حفر الباطن، ما حفَّز الأهالي لزيادة طموحاتهم لتكون المحافظة مكتملة الخدمات، خاصة إذا ما اعتبر المطار هو واجهة مهمة لأي مدينة ومحافظة. وتشهد المحافظة أيضاً كثافة سكانية كبيرة ووفرة في الخدمات، بالإضافة إلى أنها تمثل موقعاً جغرافياً استراتيجياً. حيث تقع المحافظة على طرق دولية، وتعد محطة مهمة للمسافرين، كما تُعد مقصداً موسمياً للمتنزهين من جميع أنحاء المملكة ودول الخليج. «الشرق» التقت عدداً من المواطنين، الذين اعتبروا وجود مطار إقليمي مطلباً ملحاً. وقال مناحي تركي الظفيري: كما هو معلوم لدى الجميع أهمية موقع محافظة حفر الباطن وأعداد السكان في تنامٍ وازدياد الوافدين إليها من الدول المجاورة الشقيقة. وقال: المطار هو وسيلة النقل الأكثر سرعة في العالم، ومهم لدى المجتمع. ولكن مع الأسف فإن خدمات مطار القيصومة متدنية، والرحلات التي ينفذها هذا المطار على استحياء قليلة جداً. وأضاف الظفيري: بعد القرار الأخير، والأمر الملكي بإنشاء جامعة في حفر الباطن، سوف يكشف المستور للخدمات المقدمة من هذا المطار خلال السنوات المقبلة، ما لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر. وقال: إن موقع المحافظة هو بمنزلة مثلث دولي ولا بد من تطوير الخدمات المقدمة في المطار من صالات انتظار ومحلات ومطاعم وتوظيف كوادر بأعداد أكثر وبكفاءة أعلى وأسرع، من أجل تقديم خدمة أفضل لراحة المسافرين. وذكر محمد الجرمان: نلاحظ التزايد المستمر في عدد سكان حفر الباطن والقرى التابعة لها، وكذلك التطور المستمر الحاصل من مدينة صناعية إلى أن أصبحت الآن جامعية. وأضاف: ستكون هناك زيادة في أعداد الطلبة المغتربين، وهو الأمر الذي يستدعي ترقية المطار إلى صفة الإقليمي، وزيادة الرحلات الداخلية وإضافة بعض الخارجية منها، مشيراً إلى أن الجميع لديهم أمل وتفاؤل في تحقيق هذا المطلب. أما طلال السعيدي فقد بدا متذمراً من كثرة إلغاء الرحلات إلى الدمام، متسائلاً ما هو السبب وراء هذا التأجيل؟ وقال: يعلم الجميع أن أغلب مراجعي المستشفيات هناك والدوائر الحكومية من حفر الباطن، ويؤخذ على رحلات المطار عدم الانضباطية في توقيت الرحلات ما يستوجب التأخير في كثير من الأحيان، ويتحمل المواطنون فواتير هذا التأخير من صحتهم وأوقاتهم والتزاماتهم. ويعبِّر وادي العنزي عن خيبة الأمل تجاه مطار القيصومة، مشيراً إلى أنه يفتقد كثيراً من الخدمات، فأصبح من اللامعقول عدم وجود مكاتب طيران للحجز داخل المطار، بالإضافة إلى عدم وجود استراحة مخصصة للعائلات، وكذلك بالنسبة للنساء لحفظ الخصوصية، ما يزداد غرابة من عدم انتباه المسؤولين في هيئة الطيران المدني لمطار القيصومة، وهو يخدم أكثر من 700 ألف نسمة. وطالب عبدالعزيز رمضان العنزي، برفع طاقة استيعاب الطائرات، حيث إن الطائرة المخصصة لمطار القيصومة تتسع ل 66 راكباً فقط، وهذه المقاعد لا تتناسب مع عدد السكان في حفر الباطن، الذي تجاوز 700 ألف نسمة. وقال: كما نطالب بتوسعة المطار وتطويره ليصبح مطاراً إقليمياً ليخدم أبناء المنطقة، الذين لم يجدوا بُداً من الذهاب عبر مطار الكويت وتحمل مشقة السفر البري وعناء الحدود، في ظل وجود مطار بالقرب منهم. ولم يستطع عدد من المعلمين تجاوز هذا الموضوع، خصوصاً الذين هم من خارج المحافظة، حيث أكدوا أن عدد الرحلات غير كافٍ، ولا توجد الخدمات المميزة مع افتقاد التنسيق في الرحلات ما جعل للنقل الجماعي وسيارات الأجرة النصيب الأكبر في سفرهم. مؤكدين حاجتهم الماسة لتوسيع خدمات المطار وعدد رحلاته ليؤمن لهم أسفاراً أكثر أمناً، وتوفير أوقاتهم ليلتقوا بعوائلهم وهم في حال أفضل. ومن جهته، أوضح ل «الشرق» المتحدث الرسمي في هيئة الطيران المدني خالد بن عبدالله الخيبري، أن المطار يستوعب زيادة الرحلات، وأما بخصوص المطار الإقليمي فأوضح أن هذا الأمر من اختصاص الخطوط السعودية.