قبل 12 شهراً كان بايرن ميونيخ يحقق الفوز تلو الآخر تحت قيادة المدرب السابق يوب هاينكس، رغم حسمه لقب الدوري الألماني لكرة القدم في زمن كان قياسياً آنذاك. وبعد حسم لقب البوندسليجا في الموسم الماضي قبل ست جولات من النهاية، حقق بايرن الفوز في خمس مباريات وتعادل على ملعب بوروسيا دورتموند، مما أعطى الفريق الثقة وقاده للفوز بهدفين مقابل هدف على دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا، وكذلك الفوز على شتوتجارت بثلاثة أهداف مقابل هدفين في نهائي كأس ألمانيا، ليحصد الفريق أول ثلاثية في تاريخه. وفي الموسم الحالي حسم بايرن لقب البوندسليجا قبل سبع مباريات من نهاية الموسم تحت قيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي أكد أن موسم البوندسليجا انتهى. وفي المباريات الثلاث الأخيرة بالبوندسليجا، تعادل بايرن مع هوفنهايم 3-3 بعد أن كان متقدماً 3 – 1، ثم خسر للمرة الأولى منذ 53 مباراة، بعدما سقط على ملعب أوجسبورج الذي يحتل مركزاً في وسط الجدول بهدف نظيف، ثم خسر مرة أخرى أمس الأول أمام ضيفه دورتموند بثلاثة أهداف نظيفة. وتعرض بايرن لأول هزيمة له على ملعبه منذ تشرين أكتوبر 2008، في أكبر هزيمة للفريق منذ هزيمته أمام ضيفه فيردر بريمن بخمسة أهداف مقابل هدفين قبل ستة أعوام، وبالتالي فإن الهزيمة في ختام ثلاث مباريات دون فوز تدق ناقوس الخطر في معسكر النادي البافاري، لأن العروض الباهتة التي يقدمها الفريق مؤخراً قد تسفر في النهاية عن حرمانه من الفوز بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي. وقال جوارديولا: «أحتاج إلى إيجاد طريقة تساعدنا على استعادة إيقاعنا، يمكننا التأهل إلى نهائي الكأس يوم الأربعاء، لدي الثقة في هذا الفريق»، واعترف المدرب الإسباني بأنه ربما ارتكب بعض الأخطاء من خلال صرف التركيز عن البوندسليجا. وإذا سارت الأمور كلها على ما يرام، فإن بايرن سيخوض تسع مباريات في الوقت المتبقي من الموسم، يبدأها بمواجهة كايزر سلاوترن المنافس بدوري الدرجة الثانية، يوم الأربعاء المقبل في المربع الذهبي لكأس ألمانيا. ويخوض بايرن أربع مباريات أخرى في البوندسليجا حتى العاشر من مايو المقبل، كما يأمل الفريق أن يشارك في نهائي كأس ألمانيا في الأسبوع التالي، وكذلك المشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا في 24 مايو في لشبونة. وفي سبيل تحقيق اللقب القاري للمرة الثانية على التوالي، سيكون بايرن ميونيخ مطالباً بالفوز على المارد الإسباني ريال مدريد في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا. وربما يكون من الأفضل لبايرن ميونيخ مواجهة ريال مدريد في المربع الذهبي لدوري الأبطال، عن مواجهة تشيلسي الإنجليزي أو أتليتكو مدريد الإسباني، لأن النادي الملكي لا يلعب بشكل دفاعي، كما أنه لا يضغط على الخصم مثلما يفعل بوروسيا دورتموند، الذي تسبب في إزعاج واضح لبايرن على مدار السنين. وقال ماتياس سامر مدير الكرة في بايرن ميونيخ: «عانينا من مشكلة في إيقاع اللعب، وأثناء بناء الهجمات لم نركز بشكل كافٍ في المراحل الحاسمة من المباراة، لقد سمحنا لدورتموند بالفوز علينا». وسيطر بايرن على أغلب فترات المباراة أمام دورتموند، ولكن مثلما حدث أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في دور الثمانية لدوري الأبطال، فشل الفريق في تشكيل الخطورة اللازمة على مرمى الخصم، وفقد الفريق الكرة بسهولة. وتأخر بايرن ميونيخ في النتيجة خلال المباريات الخمس التي خاضها منذ فوزه بلقب البوندسليجا في أواخر مارس الماضي، بينما حقق الفريق فوزاً وحيداً جاء على حساب مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف لهدف يوم الأربعاء الماضي في إياب دور الثمانية لدوري الأبطال. وما جعل الأمور أكثر سوءاً أمس الأول، هو أن جوارديولا لم يُشرك عديداً من اللاعبين البدلاء مثلما فعل أمام أوجسبورج. وقد تتجدد المواجهة بين بايرن ودورتموند في نهائي كأس ألمانيا إذا فاز بايرن على كايزر سلاوترن، وفاز دورتموند على فولفسبورج في المربع الذهبي، علماً ببأن دورتموند كان اكتسح بايرن بخمسة أهداف لهدفين في نهائي الكأس قبل عامين.