سنبقى في صراع ما حيينا.. مع أنفسنا الأمارة بالسوء تارة ومع الآخرين من حولنا تارة أخرى، ولكي نكسب المعركة علينا تقبل أنصاف الحلول.. فلا نعلن الاستسلام منذ الوهلة الأولى فننكسر أمام خصومنا أو ننجرف وراء نزواتنا ومغريات الدنيا الغرور. وفي المقابل علينا أن لا نستنفد جميع أسلحتنا وخططنا لنكسب الجولة الأولى فحسب.. نعم قد ننتصر فننبهر بما أوتينا من قوة وبينما نحن نستطعم لذة الانتصار خصمنا يستجمع قواه ويستفيد من خبراته السابقة ليرمينا بسهامه ساعة غفلة فندرك قوته وقد ضعفنا.. ونسينا أن العبرة دائماً في النهاية.. أو قد يكون بركان الكبت بداخلنا قد انفجر عندما تجاهلنا إنسانيتنا وتسترنا بلباس الملائكة ونسينا أننا بشر من خصائصنا النقصان. نحن نعيش في دنيا قانونها الدوران «فكما تُدين تُدان» وكل من كشر عن أنيابه ضاحكاً على ضعفك يوماً ما دعه وشأنه فساعة النشوة التي يعيشها أفقدته صوابه. فبدلاً عن جلد نفسك والتحسر على ما خسرته أنت وكسبه هو.. فتُعيد قراءة الأحداث بعين الحسرة دائماً.. جرّب أن تُغير زوايا رؤيتك لها.. لتتعرف على مواطن قوته وقوتك ومواطن ضعفه وضعفك.. فتُعزز قوتك لتنقضّ عليه من زاوية ضعفه فتكسب الجولة الأخيرة وتنعم برغد العيش.. المهم أن تعرف من أي اتجاه تدخل عليه وأي وقت توجه ضربتك له.. وهيئ نفسك دائماً لبعض الخسائر التي تُسببها عثرات الحياة أو خِضم جولات معاركها المتوالية.. لكن تذكر أنك لن تنتصر فيها جميعاً لذا عليك أن تتخذ من التفاوض والمشورة مبدأً لك لتستفيد من تجارب الآخرين بدلاً عن إضاعة الوقت في إعادتها.. واجعل شعارك العفو والتسامح لتنعم براحة البال وتُكَوّن من أعدائك أصدقاء ينصرونك وقت الشدة.. وأحب لأخيك ما تُحب لنفسك لتنهال عليك الخيرات من حيث لا تحتسب .. ف «من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا».