عندما يموت الجسد الحي تنقض عليه مفترسات تسمى بالقمامات لا تترك منه شيئا، وعندما تقع الكوارث البشرية تنقض على الضحايا مفترسات من نوع آخر تقتات على الآلام والمعاناة تجمعها مظلة واحدة هي الانتهازية، منهم اللصوص الذين ينهبون ممتلكات الأموات والأحياء، ومنهم التجار الجشعون الذين يحولون المعاناة إلى تجارة رابحة، ومنهم الانتهازيون الذين يستغلون حالة الضعف والانكسار التي تصيب المصابين في أنفسهم وأموالهم!! ومع إعلان صرف تعويضات ضحايا كارثة سيول جدة لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن يخرج علينا لصوص وتجار الجشع والانتهازية ليكرسوا ممارسات التزوير والاستغلال والاحتيال للظفر بجزء من كعكة التعويضات ليستطعموا مذاقها حلوا في الوقت الذي يستطعمه أهل الغرقى والمتضررون مرا!! لكن يكون الغريب والمفاجئ أن نسمح لهؤلاء المتجردين من إنسانيتهم بأن يحولوا كارثة صنعت الحزن والأسى في كل بيت سعودي إلى مناسبة للفرح والابتهاج!! كيف نمنعهم؟! نمنع الانتهازيين بأن نجعل إجراءات صرف التعويضات سهلة وميسرة وبعيدة عن التعقيد لتنعدم الحاجة إلى من يغري بتسريعها واختصار زمن إجراءاتها مقابل جزء من التعويض وكأنه غنيمة لا تعويض عن فقد حبيب لا تعوضه كنوز الأرض، ونمنع اللصوص بأن تشدد العين الساهرة رقابتها ويد الأمن قبضتها فيكفي الضحايا أن تسلبهم الكارثة الأرواح والأموال فيسلبهم اللصوص ما تبقى من حطام الدنيا، ونمنع تجار الجشع بتشديد المراقبة ليدركوا بأن الكارثة ليست استثمارا!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة