أم عبدالله أمرأة سعودية تقترب من ال الخمسين عاماً، تعتبر إحدى أبرز البائعات السعوديات عبر “البسطة” في سوق طيبة الشعبي بطريق الملك فهد بالرياض، حيث بدأت مشوارها التجاري البسيط منذ 14 عاماً من تحت أحد الجسور... وقالت “كانت البداية عبر بسطة صغيرة جداً تحت أحد الكباري بالرياض مقابل أسواق مكة ، ومن ثم أتت البلدية وأمرتنا بالابتعاد من أجل عمل إصلاحات في الشارع ، فانتقلت إلى سوق طيبة قبل 14 عاماً ، وكانت حينها أول بسطة في السوق، وأوضحت أم عبدالله سبب إمتهانها لهذا العمل ” السبب لإمتهاني لهذا العمل يعود إلى المعاناة التي أعيشها، حيث أعول عائلة مع زوجي المتسبب ، وإخوتي الأيتام الذين أعولهم ، مما اضطرني للعمل في “بسطة صغيرة” ، حينها كنت لا أمتلك المال فاضطررت للتواصل مع تجار ومؤسسات كبيرة والتعرف عليهم والتعاون معهم بأخذ بضاعة بسيطة جداً وأبيعها لهم، مقابل أخذ نسبة من الأرباح تقدر ب 5% ، إلى أن ازدادت الثقة بيننا وعرفوا أنني صادقة معهم وعرفوا ظروفي، فتحول مكان البسطة إلى “كشك صغير” وذلك دون أي عقود بيني وبينهم، مجرد أخذ البضاعة وبعدها يتم الجرد وإعطائي النسبة المتفق عليها وهي 5% وكل ذلك بالكلام فقط!! .. وتضيف “أتعامل مع تاجر ملابس اسمه إبراهيم باحسين حيث كان يدعمني ويقف معي ومع أية سعودية تودّ العمل في هذا المجال، وهدفه ليس الربح أو التجارة بل مساعدتنا في العمل، وكذلك أتعامل مع مؤسسة خاصة بالعطور والبخور وغيرها”، وتكمل “أما البضاعة التي في متناولي الآن تقارب قيمتها عشرين ألف ريال، ولا أملك منها ريالا واحدا، فجميعها معروضة للتصريف، والتي لا تباع يتم استرجاعها من قبل صاحبها، والتي تباع آخذ منها نسبتي المتفق عليها، مردّدة”لو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش”، فهذا رزقي وأنا مقتنعة في عملي وما كتبه لي الله.. وحول تعامل الزبائن معها تقول أم عبدالله “للأسف نعاني من سرقات كثيرة خاصة في شهر رمضان، أتذكرأنه في شهر رمضان سُرق مني مرة واحدة فقط أربع زجاجات عطر، وكل هذا أدفعه من جيبي الخاص، لأن البضاعة تعتبر أمانة والتي لا تباع لابد من إرجاعها لصاحبها، كما يوجد الكثير من الزبائن لا يشترون ويعطوني النقود -جزاهم الله خيراً- من أجل مساعدتي، وأتذكر أنني في أحد الأيام أتيت للعمل ولم يكن في محفظتي ريال واحد وأتى زبون مع عائلته وفجأة كسرأحد أطفاله ست زجاجات دون قصد، وطلبت منه ألا يعاقبه وأن ما حدث قدر من الله، بينما طلب أن أخبره كم قيمة ما كسر ورفضت، فأخرج لي ظرفاً فيه مال وعند فتح الظرف وجدت أن المبلغ الموجود ضعف ما كسر عشرات المرات.. وتضيف “يوجد الكثير من البنات يشترين من بضاعتي الملابس الداخلية بدلا من المحلات المجاورة، بسبب الإحراج من البائعين الرجال، وهذا السبب جعل المحلات المجاورة لي تقدم شكوى ضدي للجهات المختصة، ولكن رفضت شكواهم عدة مرات، وأضافت “لا أتذكر يوما ما أتت البلدية أو الأمانة وطردتنا من هذا المكان ، فبمجرد أن أخبرهم بأننا سعوديات يذهبون ولا يفعلون أي شيء يضر بنا جزاهم الله خيراً”.. وقالت” أشجع أية سعودية سواء كانت كبيرة في العمر أو شابة بالعمل في هذا المجال، وقد فرحت كثيراً عندما سمعت بتأنيث المحلات التجارية، وذلك لتوظيف بنات بلدي، وإبعاد النساء عن الإحراج “.