عادت إلى قرية “ذي عين” عادات من ذاكرة النسيان لتتصدر الواجهة مجددا بعد أن شارفت على الغياب أمام هجمة العولمة عبر إطلالتها من خلال مهرجان ضيافة “المخواة عين” الذي نفذته جمعية ذي عين التعاونية مؤخراً بالتعاون مع محافظة المخواة بمقر القرية الأثرية وحديقة ذي عين لزوار القرية ومرتاديها، حيث تسيدت الأكلات الشعبية السفرة الممتدّة التي احتوت على ألوان من الأكلات الشعبية المحلية التي أعدتها سيدات القرية وتشتهر بها محافظة المخواة مثل “الثريد (الفتيت) والكسكسية -المفرية والدغابيس والمرقوق والعيش والمعفوس بالتمر والسمن والعصيدة مع المرق والسمن والعسل وقرصان الميفا-التنور- والخبزة المحلية والمسيلات “قرصان الصاج” وقرصان الخمير مع اللبن وكذلك تم تقديم بعض أنواع الأكلات التي تعتمد في إعدادها على النباتات المحلية مثل الشدخ المعروفة محليا بالثفلة وكذلك الغلف”. وأوضح رئيس جمعية ذي عين التعاونية يحيى العمُري أنه تم تقديم شرح تعريفي من قبل معرف القرية حسين العُمري، عن تلك الوجبات وطريقة إعدادها كما تم تقديم موز “ذي عين” مع السمن البلدي الذي تشتهر قرية ذي عين بإنتاجه والمعروف بمذاقه اللذيذ كما قدم للضيوف هدايا من نباتات القرية العطرية التي تشتهر بإنتاجها مثل “الكادي والرياحين والبرك والشذاب”. وأضاف العُمري”رغبةً في إحياء عدة طقوس من الماضي بكل عاداته وتقاليده وألعابه وموروثاته فقد بدأنا بعد صلاة العصر تقديم ألوان شعبية قدمتها فرقة المخواة الشعبية وشباب القرية على شكل لوحات منوعة تمثلت في عدد من الألوان الشعبية شملت العرضة التي تشتهر بها المنطقة وكذلك فن اللعب “المسحباني” و”المدقال”، واستمرت تلك العروض حتى آذان المغرب، حيث واصلت فتيات القرية استعراض الأزياء الشعبية وتقديم بعض الأهازيج القديمة، وبدأت بعد صلاة العشاء جلسة سمر تخللها عزف على “الناي” المعروف محلياً بالصفرية ورواية بعض الحكايات القديمة والأساطير التي كان يتناقلها الناس في ذلك الزمن.