خلال الأيام القادمة نتمنى أن يُفهم ملاك «البعارين» في البلد أنهم قد سببوا لنا كثيراً من المتاعب؛ ليس على مستوى الأسعار فقط، أو السمعة الثقافية أو مدى تقبل جيراننا البشر لما نقوم به من حفاوة تتجاوز الحد بهذه «البعارين»، ولكن إضافة لكل ذلك على مستوى الصحة العامة وهذا أخطر شيء في سيرتنا المباركة مع الإبل.. نحن آسفون سيد بعير لأن صحة الناس أهم من تدليل معاليكم واهتزاز براطم ناقتكم المصون؛ كنا نتمنى أن نبر بجنابكم الكريم والمدام والأولاد إلى أقصى حد، ولكن لا يوجد حل بعد مأساة كورونا، وتأكيد بعض المختصين أكثر من مرة وفي مناسبات مختلفة أن معاليكم المحترم ناقل رئيس لفيروس كورونا القاتل. رئيس شعبة الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز د/ طارق مدني. يقول لصحيفة مكة أمس (إن دراسات أثبتت أن الإبل مصدر رئيس للإصابة بكورونا)، وحتى اللحظة لا أدري ما هو رد وزارة الصحة على مثل هذا الكلام الخطير، خصوصاً أن هذا ليس التصريح الأول وربما لن يكون الأخير حول علاقة الإبل بالفيروس!! في هذه الظروف العصيبة نتمنى من السادة مربي الإبل الذين يحيطون بالمدن ويبيعون ألبانها دون أدنى اشتراطات صحية وبأيدي عمالة مجهولة يهمها المكسب فقط؟ نتمنى عليهم أن يعودوا إلى بشريتهم وأن يعالجوا أنفسهم من هذا التمسك المرضي بالناقة؛ فالعالم أرحب منها خصوصاً حينما ترتفع نسب الشك في نقلها الوباء!! من الظلم أن يموت الناس من أجل براطم السيدة ناقة، ونحن نحتاج إلى إثبات أو نفي التهمة التي يرددها بعض الأطباء بشكل عاجل، وفي حالة عدم ثبوت أي شيء نعدكم أن نواصل حفاوتنا بالإبل كالعادة؛ فالتخلص من الإدمان (البعاريني) صعب جداً على أمثالنا الذين يدوخون أمام البراطم الوارمة!!