إلى طاهر رياض قلتُ وأصغيتُ إلى صوتِ الموجةِ إذْ تتكسرُّ في جسدي أمشي مأخوذاً بالزرقةِ منسلخاً من أسماءٍ تتعقبني مثلَ جراءٍ لا تهدأُ تحملني رائحةُ البحرِ على متنِ الريحِ وتشرعُ أبواباً كانتْ موصدةً في وجهيَ يدنو رملُ الشاطئِ من قدميَّ، فيتحدانِ ويمتزجانِ فلا برزخَ يفصلُ بينهما/ يعلو منسوبُ الملحِ بجسميَ/ تستيقظُ أحلامٌ شتى كنتُ حسبتُ الزمنَ العاقرَ قد أخمدها في خلدي أمضي نحوَ البحرِ وحيداً، ووحيداً يلقانيَ مثلَ الأمِّ الوالهِ للولدِ! أنسلُّ إلى عمقِ البحرِ وأوغلُ في لجتهِ أبصرُ ما لم تبصره الأعينُ من قبلُ وأسمعُ ما لا أذنٌ سمعتْ أمضي نحو القاعِ لأملأَ من لؤلؤهِ الرخصِ خواءَ يدي «ليس البحرُ قريباً»، قلتُ وأصغيتُ إلى صوتِ الموجةِ إذ تتحشدُّ في جسدي!