صرح رئيس برنامج علاج الإدمان في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور عبدالسلام الشمراني بأن العاملات المنزليات يشغلن الأسرّة في المجمع بنسبة تتجاوز 75% من الطاقة الاستيعابية لقسم التنويم، وقد بلغ عددهن حتى الآن 22 عاملة منزلية، مبيناً أن قسم التنويم يحتوي على ثلاثين سريراً فقط. وأشار إلى أنهن من جنسيات مختلفة وأغلبهن إفريقيات، منهن من أكملت العام وتماثلت للشفاء، ولكن لا توجد استجابة من الجهة المُحولّة لهن، التي حددها ب الكفلاء، الشرطة ، الجوازات، مكافحة التسول، حيث تم التخاطب معها عدة مرات بلا فائدة، ما أدى إلى ضياع الفرصة على المواطنين المرضى الذين يحتاجون لهذه الأسرّة. وبيَّن الشهراني أن إدارة المجمع تواصلت مع سفارات بلدان الخادمات بالتعاون مع وزارة الخارجية ووجدت التجاوب من الفلبين والهند، فيما تعثر الوصول إلى تسوية مع إثيوبيا وأندونيسيا، ما أدى إلى تكدس أعداد الخادمات وبقائهن طوال هذه المدة. وبيَّن أن هناك لجنة خاصة في الإمارة تسمى «لجنة المتعثر خروجهم» تُعنى بهذه الحالات وتقوم بالاجتماع بشكل شهري، وترسل مندوباً للاطلاع على المستجدات والتخاطب مع شؤون المرضى للتأكد من عدم وجود مواطنين تعذر خروجهم لرفض الأهل استلامهم أو الكفلاء أو غيرهم، وأشار إلى أن نسبة المواطنين المتعثرين قليلة جداً وفي الغالب يكون المريض بحاجة للبقاء لاستكمال العلاج، أو لأنه يشكل خطراً في حال خروجه على نفسه ومحيطه. وقال الشهراني إن معظم أمراض الخادمات تتلخص في الفصام الذهاني، الاكتئاب، الاضطربات المزاجية، الهوس، والبعض منهن تعاني من الهستيريا وتعمد إلى تخويف العائلة رغبة منها بالسفر بسبب عدم تأقلمها مع المفاهيم الاجتماعية والدينية للمجتمع السعودي، ما يؤدي إلى إصرار كفيلها على بقائها تحت الملاحظة. وشدد الشهراني على ضرورة اتخاذ حلول جذرية لهذه المشكلة قبل الانتقال لمبنى الأمل الجديد، مبيناً أنه لا يمكن في الوقت الراهن زيادة عدد الأسرّة لأنه سيشمل زيادة في الوجبات، والخدمات الطبية، والتمريض ما يشكل عبئاً على الميزانية. وبيَّن أنه في حال الانتقال للمبنى الجديد سيكون مجمع الأمل القديم بمنزلة مبنى لإعادة تأهيل المرضى النفسيين من خلال تفعيل برنامج رعاية نهارية، وهو برنامج متكامل يشمل جميع الأنشطة الثقافية والتعليمية والرياضية، وسيكون شبيه بالبيئة المنزلية لتعويض المريض عن المهارات التي فقدها أثناء فترة علاجه، داعياً الأهل إلى استيعاب مرضاهم ومساعدتهم في استعادة ملامح الحياة الاجتماعية.