أخشى ما أخشاه على وزارة الإسكان أن يتحول اسمها إلى وزارة «عرقوب»، وذلك لكثرة مواعيدها، التي أطلقتها هذا العام، ولم تفِ بها، وكان آخرها تأجيلها موعدَ التسليم إلى شهر ذي الحجة من هذا العام، بعد أن كان في شهر شوال، وقد يُؤجل مرة أخرى، فإن تم ذلك، فلا ألوم الناس إنْ قالت «مواعيد عرقوب»، ومنك نطلب السماح يا معالي الوزير. ما أثار تلك المخاوف لدي هو نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «الوطن»، الذي أظهرت أن ما يزيد على 52% من المصوّتين على الاستفتاء، رأوا أنهم لن يحصلوا على مسكن في الموعد المعلن عنه، وهذا مؤشر خطير على اهتزاز ثقتهم بوعود وزارة الإسكان. العالم اليوم يقيس إنجاز الجهاز الحكومي بمدى رضا المستفيد من خدمات ذلك الجهاز، وهو ما تُبنى عليه آلية قياس الجودة الشاملة في الأداء، وبعض الأجهزة، عندنا، آخِر ما تفكر فيه، هو رضا المستفيد، بل قد يتعدى الأمر إلى فكرٍ تأصل لديها مفاده أنه لا ينبغي أن «يُعطى وجها»، فضلاً عن السؤال، عن مستوى رضاه. وزارة أمضت أكثر من خمس سنوات في وضع البرامج والخطط المتوسطة والطويلة، لا شك أنها ماضية في إيجاد الحلول لكننا نشك في أن تكون مرحلة التنفيذ في هذا الجيل، بل أغلب المؤشرات تفيد أنها قد تكون في جيل الأحفاد أو الجيل الذي يليه. إلى لحظة كتابة هذه الأسطر، المتقدمون مليونان، والمشاريع المتوقع إنجازها حوالي سبعة عشر ألف وحدة، أترك لكم «الحساب». أليس هذا مؤشراً آخر، على نجاح «الخطط» التي استغرقت خمس سنوات؟