أكدت الدكتورة هدى كنفر أن التوعية الصحية عملية متصلة ومستمرة وتراكمية محصلتها النهائية هو تغيير سلوك الأفراد وتحسين نوعية الحياة. وعددت خلال محاضرتها التي ألقتها في ملتقى التوعية الصحية بعنوان «التوعية الصحية في المنطقة الشرقية»، بعض مواطن المهددات، ومن بينها انخفاض مستوى وعي المجتمع حول خدمات الرعاية الصحية الأولية والقضايا ذات العلاقة بالصحة وتبني السلوك الصحي في الحياة، وتغيير أنماط العرض، وضعف الجانب الإعلامي للتوعية بمهام ووظائف الرعاية الصحية الأولية، ومساحة وجغرافية المنطقة الشرقية الكبيرة، والظروف البيئية في المنطقة، وعدم وجود تنسيق فعال ومؤثر بين الجهات المشاركة في تقديم الخدمات الصحية والجهات الأخرى ذات العلاقة وضعف جانب الشراكة المجتمعية في النظام الصحي. وقالت كنفر إن التوعية الصحية تهدف إلى رفع المستوى الصحي للمجتمع من خلال الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة، ونشر المفاهيم والمعارف الصحية السليمة بين أفراد المجتمع، وتمكين الناس من تحديد مشكلاتهم الصحية واحتياجاتهم بطريقة منهجية سليمة ومساعدة الناس على حل مشكلاتهم الصحية بالاعتماد على إمكاناتهم وبناء الاتجاهات الصحية السوية، وترسيخ السلوك الصحي السليم وتغيير السلوكيات الخاطئة إلى سلوك صحي صحيح وتطوير الخدمات الصحية واستخدامها بطريقة مثلى. وبينت أن هناك نقاط قوة وضعف في تحليل الوضع، وأضافت «من بين نقاط القوة وجود وحدات التوعية والتثقيف الصحي في المراكز والرغبة في التغيير والبرامج الوطنية لمكافحة الأمراض، بينما نقاط الضعف تشمل العمل المؤسسي وقياس مراقبة الأداء والنقص الكمي والنوعي للمثقف الصحي وعدم توفر ميزانية منفصلة لنشاط التثقيف الصحي وضعف نطام الحوافز والتطوير الوظيفي والتركيز على الجانب العلاجي دون الجانب الوقائي وعدم وجود نظام معلومات فعال»، مشيرة إلى أن مواطن الفرص تكمن في دعم القيادة الرشيدة وجمعية العمل التطوعي. وأشارت كنفر إلى أن الأهداف الأساسية للخطة الاستراتيجية تكمن في خفض نسبة الإصابة بالأمراض غير المعدية والمعدية، والحد من انتشار عوامل خطورة الإصابة بها، وتعزيز الأنماط الحياتية الصحية، واكتساب التوجهات والمهارات والسلوكيات بكيفية طرق الوقاية منها، وتعزيز البيئة الصحية المساندة للأنماط الصحية، على أن يتم إيجاد كوادر صحية مؤهلة ومدربة للعمل في مجال التوعية الصحية، وأضافت «هناك نظرية تقول لو أنه صُرف 2.5% من ميزانية المجتمع على برامج تعزيز الصحة بأسلوب علمي صحيح لأدى ذلك إلى انخفاض 25% من معدلات الأمراض وتكاليف الرعاية الصحية»، مؤكدة أن الجميع يحتاج إلى التثقيف الصحي لأنه يعمل على تحسين الوعي ورفع مستوى الاهتمام والإدراك لدى كافة شرائح المجتمع.