امْشَوَاني هم الذين يكرهونك إلى درجة أن يبالغوا في الشروط كي يتخلصوا منك بطريقة مهذبة، ويبدو أن وزارة الإسكان غفر الله لها تتعامل معنا على هذا الأساس فتبالغ في شروطها وضوابطها وتعبئة بياناتها وكأنها تكرهنا فعلاً، وتريد التخلص منا بأي ثمن!! بعضهم يقولون إن البيانات المطلوب تعبئتها لدى وزارة الإسكان لا تخرج عن أمرين: إما أنها تريد تعجيز أكبر قدر ممكن من المواطنين، وإما أنها تريد تدريبهم على كيفية القفز على الحواجز واختراق الأنظمة بكل الطرق الممكنة كي يصبحوا محترفين في التزوير مستقبلاً، وسيلجأ الناس مكرهين إلى هذه الطريقة كي تنطبق عليهم الشروط لينالوا حقوقهم المشروعة في السكن؛ فهل هذا ما تريدونه؟! يا وزارة الإسكان المواطن يريد سكناً، ولا يريد تعبئة بيانات تعجيزية مخترعة لن يتجاوزها إلا الهكرز؛ أما الفقراء فأظن أن الوزارة تعلم جيداً أن أغلبهم لا يمتلك جهاز حاسب آلي، ولا أظن أن المحتاجين والمعوزين أيضاً لديهم القدرة على تحديد أماكن البدرومات أو الصنادق التي يستأجرونها عن طريق جوجل إيرث!! يسروا ولا تعسروا على الناس فو الله ليس نجاحاً أبداً التفنن في شروط التسجيل الإلكتروني للحصول على مسكن ووضع كل هذه الحقول المفخخة؛ بل النجاح الحقيقي أن تؤدي الوزارات عملها بيسر وسهولة وأن تقوم بإيصال الخدمة إلى المواطن وهو كريم وراض لا غاضب من شروط تعجيزية. بالله عليكم ما هي الفائدة المرجوة من معرفة وزارة الإسكان بأن الأخ المواطن الذي يسكن في بدروم أو صندقة بالإيجار هو في الحي الفلاني حتى تطالبه بتحديد مكانه عن طريق جوجل إيرث؟ هل تعتقد أنه مستأجر في دولة شقيقة مثلاً؟ هو في النهاية داخل البلد ولن تفرق أبداً إلا إن كانت لبعض الأحياء ميزة عن سواها!! ثم ماذا يفعل المتخرج حديثاً الذي ينوي الزواج حينما يجد أن شروط وزارة الإسكان لا تنطبق عليه لأنه لا يزال عزابياً؟ هل العزابي الصالح مواطن درجة ثانية مثلاً كي يُحرم من تملك السكن؟ نعم المسألة أولويات ونتفق معكم في هذا، ولكن العمل للمستقبل مطلوب أيضاً، وهؤلاء هم المستقبل.