استؤنفت أمس جلسات الحوار الوطني في مقر الرئاسة اللبنانية بعد سنة ونصف السنة من التوقف، للبحث في مواضيع خلافية أبرزها سلاح حزب الله، في غياب أي ممثل عن هذا الحزب. وكان حزب الله أعلن الأحد على لسان النائب محمد رعد، ممثل الأمين العام للحزب حسن نصرالله في هيئة الحوار، أنه «أبلغ دوائر القصر الجمهوري عدم مشاركته في الجلسة. ولم يعط رعد تبريرا لهذا الموقف الذي أدرج في إطار رد حزب الله على مواقف رئيس الجمهورية المتشددة من مشاركة الحزب في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في سوريا. ويدعو سليمان حزب الله إلى الانسحاب من سوريا، مذكرا أن لبنان كان تبنى في جلسات الحوار التي عقدت العام 2012، قرارا باعتماد الحياد في النزاع السوري لحماية لبنان ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة من أي تداعيات للنزاع على أرضه. وقالت مصادر شاركت في اجتماع أمس أن سليمان عرض خلال الجلسة تسجيلا صوتيا قصيرا يتضمن التصويت داخل هيئة الحوار على ما عرف في حينه ب «إعلان بعبدا»، ومن بين بنوده «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، والحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانيّة السوريّة وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرّاً أو ممراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين». ويتضمن التسجيل تصويت جميع المشاركين في الهيئة ومن ضمنهم حزب الله بالإجماع على الإعلان. وبعد إعلان حزب الله عدم مشاركته، أعلن ممثلو أحزاب وكتل برلمانية أخرى موالية له عدم مشاركتهم في الجلسة. كذلك لم يحضر رئيس حزب القوات اللبنانية، أحد أبرز أطراف قوى 14 آذار المناهضة لحزب الله، الجلسة. وقال جعجع إن «الطرف الأهم هو حزب الله كوننا نناقش مسألة تتعلق بسلاحه ودوره، من نناقش إذا لم يحضر؟». وشارك في الجلسة برئاسة سليمان رئيس مجلس النواب نبيه بري، والزعيم المسيحي ميشال عون، أبرز حلفاء حزب الله، ومن قوى 14 آذار، ممثلون عن تيار المستقبل، ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، ورئيس الحكومة تمام سلام والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، وشخصيات أخرى. وعقدت آخر جلسة حوار في 20 سبتمبر 2012، ولم تعد إلى الالتئام بسبب حدة الانقسام بين الأطراف اللبنانيين على خلفية النزاع السوري خصوصا.