تنطلق اليوم مرحلة الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين التي تستضيفها غينيا الإستوائية والجابون ، بمباراتين ، حيث يلتقي في المباراة الأولى التي ستقام عند الساعة السابعة مساءً بتوقيت السعودية منتخبا زامبيا والسودان، وفي الثانية التي ستبدأ عند الساعة العاشرة يلتقي منتخبا ساحل العاج وغينيا الإستوائية البلد المضيف. ويطمح المنتخب السوداني إلى مواصلة إنجازاته التاريخية في هذه النسخة وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 42 عاما، حيث لم يرشح أي من الخبراء أوالجماهير بما فيها السودانية «صقور الجديان» إلى تخطي الدور الأول، لكن «تماسيح النيل» وهو اللقب الثاني للمنتخب السوداني، أبلوا بلاءً حسنا منذ مباراتهم الأولى أمام ساحل العاج عندما خسروا بصعوبة بهدف، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الفوز أو التعادل على الأقل، قبل أن يحققوا ثلاثة إنجازات تاريخية، بدأوها بالتعادل مع أنغولا 2-2 ، بثنائية محمد أحمد بشير الذي فك صياما عن التهديف منذ 1976، ثم بفوز تاريخي على بوركينا فاسو بثنائية لمدثر الطيب، هو الأول للسودان منذ 42 عاما وتحديدا منذ تغلبه على غانا بهدف في 16 فبراير في المباراة النهائية للنسخة التي استضافها عام 1970. وتعتبر مباراة اليوم ثأرية بالنسبة إلى المنتخب السوداني الذي مني بخسارة مذلة أمام زامبيا وبثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من نسخة عام 2008، عندما عاد إلى النهائيات للمرة الأولى منذ 32 عاما، لكن شتان بين مستوى سودان 2008 والمنتخب الحالي الذي أعرب مدربه محمد مازدا عن أمله في أن يواصل «روح الانتصارات» والذهاب إلى أبعد حد ممكن في النسخة الحالية. ويعول السودان على هدافي الهلال بشير والطيب لزعزعة الدفاع الزامبي، ولن تكون مهمة السودان سهلة أمام زامبيا التي تطمح بدورها إلى بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 16 عاما وتحديدا منذ خسارتها أمام تونس في نسخة جنوب إفريقيا عام 1996، وتعويض خيبة أملها في النسخة الأخيرة عندما حرمتها ركلات الترجيح من تخطي ربع النهائي أمام نيجيريا. وتلهث زامبيا منذ عام 1993 وراء إحراز اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخها وإهداءه لروح ضحايا الكارثة الجوية التي أدت إلى مصرع جميع لاعبي منتخب بلادها باستثناء نجمهم السابق رئيس الاتحاد المحلي كالوشا بواليا الذي لم يكن في الطائرة لتأخر التحاقه بمنتخب بلاده بسبب مباراة لفريقه وقتها ايندهوفن الهولندي. ساحل العاج وغينيا وفي المباراة الثانية تبدو ساحل العاج مرشحة بقوة إلى وقف مغامرة غينيا الإستوائية المضيفة والتي فجرت مفاجأتين مدويتين في الدور الأول وحققت فوزين تاريخيين على كل من ليبيا بهدف والسنغال 2-1 في أول مشاركة لها في العرس القاري الذي لم تكن تحلم بخوض غماره لولا منحها شرف الاستضافة المشتركة مع الغابون، بالنظر إلى تواضعها قاريا وعالميا . وخالفت غينيا الإستوائية كل التوقعات ونجحت في خطف بطاقة تاريخية إلى الدور ربع النهائي، وهو إنجاز عجز عن تحقيقه المنتخبان الضيفان الآخران على البطولة وهما النيجر وبوتسوانا حيث ودعا معا من الدور الأول وبثلاث هزائم متتالية لكل منهما. وحظي المنتخب الغيني الإستوائي بتشجيع كبير من المسؤولين في بلاده وتحديدا تيودورين أوبيانغ نغيما وزير الزراعة ونجل رئيس البلاد تيودورو أوبيانغ. وخص الوزير لاعبيه بمكافأة مالية بقيمة 760 ألف يورو للفوزعلى ليبيا، وبمثلها للفوز على السنغال. ووعد تيودورين لاعبيه بمواصلة المكافآت كلما استمرت الانتصارات. وتعول غينيا الإستوائية على جماهيرها الغفيرة التي ستملأ مدرجات الملعب الأولمبي في مالابو، لتحقيق إنجاز تاريخي ثالث على حساب ساحل العاج، بيد أن مغامرة غينيا الإستوائية قد تتوقف في ربع النهائي لأنها تصطدم بأحد أقوى المنتخبات في النسخة الحالية ساحل العاج التي تمني النفس بالظفر باللقب القاري الثاني في تاريخها والأول منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بركلات ترجيح ماراثونية في السنغال. وتستعيد ساحل العاج نجومها في مباراة اليوم خصوصا القائد ديدييه دروغبا ويحيى توريه وسالومون كالو وجرفينيو حيث أراحهم المدرب فرانسوا زاهوي في المباراة الأخيرة أمام أنغولا. وشدد زاهوي على ضرورة عدم الاستهانة بمنتخب غينيا الإستوائية الذي يملك أفضلية اللعب على أرضه وأمام جماهيره.