حذَّرت مصادر برلمانية عراقية من مخطط إرهابي لضرب العاصمة بغداد، فيما كشفت عن انتشار مشبوه لمجاميع إرهابية في مناطق أطراف بغداد بعد أن غيَّر تنظيم «داعش» من أسلوبه التقليدي الذي يعتمد على التفجيرات أو العمليات الانتحارية لينتقل إلى تكتيك «قضم الأراضي» وتنفيذ الاقتحامات النوعية ضد مؤسسات الحكومة العراقية في مدن عدة شمال وشرق وغرب العراق، في حين ترتِّب جماعات مسلحة أوراقها لشن عمليات إرهابية واسعة النطاق تتزامن مع موعد الانتخابات المقبلة في نهاية أبريل المقبل من خلال الوصول إلى أحزمة بغداد والسيطرة عليها وعزلها عن العاصمة، ومن ثم فتح ثغرات نحو مناطق الداخل، وصولاً إلى تقطيع أوصال بغداد، والسيطرة على جسور استراتيجية، وشن هجمات نوعية ضد أهداف حكومية متعددة. ونفى العميد سعد معن الناطق باسم عمليات بغداد أن تكون عناصر تنظيم «داعش» دخلت العاصمة، وعدَّ في تصريح ل «الشرق» أن بغداد ستظل تواجه الإرهاب بقدرات عالية حينما يتكاتف الجميع مع الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن العمليات التي وقعت في منطقتي الأعظمية والعامرية مجرد عمليات اعتيادية في الحرب الدائرة بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي. واعتبر العميد معن مثل هذه التسريبات الإعلامية مجرد تداخل انتخابي مع نشاط الأجهزة الأمنية في طرح توقعات تحاكي مخاوف جمهور الناخبين، مشدداً على أن «عمليات بغداد لها منظارها الأمني الذي يؤكد مسك الأرض في جميع مناطق أطراف بغداد وما فيها من تضاريس أمنية تعتمد على نوعية جغرافيتها وطرق مواصلاتها». بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع عن القائمة العراقية حامد المطلك «نحن نعيش في وضع أمني سيئ في بغداد وبقية المحافظات وإذا لم نوقف تداعياته قبل فوات الأوان فإن النتائج ستكون سلبية»، وأوضح أن «التخوف ليس فقط من تهديد بغداد وإنما ما يعانيه الإنسان العراقي في كل مكان وليس في حزام بغداد فقط». ودعا المطلك الحكومة إلى «إيجاد السبل لمعالجة الوضع الأمني السيئ»، مشيراً إلى أن «العاصمة غير مستقرة أمنياً منذ وقت طويل من خلال استهدافها بالمفخخات والعبوات الناسفة». في المقابل، قال عضو لجنة الأمن والدفاع عن دولة القانون عباس البياتي في حديث صحفي أمس، إن «تنظيمي القاعدة وداعش يحاولان اختراق حزام بغداد من جهة الفلوجة أو من جهة صلاح الدين أو ديالى وحاولا أكثر من مرة وفشلا»، مؤكدا أنه «لا يوجد قلق على بغداد لأن الإرهابيين لا يستطيعون دخولها». ويشدد العميد معن على أن المعركة مع الإرهاب تبقى قائمة وطويلة، وفترة الانتخابات المقبلة تتطلب الحيطة والحذر لتطبيق الخطة الأمنية التي أعدت لذلك، بالشكل الذي يمكِّن العملية السياسية من أن تسير عبر صناديق الاقتراع بالانسيابية المطلوبة. ويراهن العميد معن على وعي المواطن العراقي في عدم الانجرار وراء مثل هذه التصريحات التي يجدها مجرد محاكاة انتخابية لا تمت للواقع بصلة، ناصحاً الجميع بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، منوهاً إلى أن الوعي الأمني يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية بالأمن المجتمعي، من أجل تحقيق السلام الأهلي.