يتميز هذا الوطن الكريم بعمارة المساجد والعناية بها، ويتسابق أهل الخير والصلاح لنيل شرف بناء بيوت الله ورعاية شؤونها؛ طلباً للأجر والثواب، وتضطلع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بالدور الرسمي للإشراف على المساجد إنشاءً وعنايةً ورعاية، قياماً بواجباتها وتنفيذاً لمسؤولياتها. إلا أنّ جهود (إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة العقيق) التابعة لفرع الوزارة بمنطقة الباحة، لا تزال دون المأمول، ولا يزال عمل الإدارة محل استياءٍ ونقدٍ من قِبَلِ مواطني المحافظة، اعتراضاً على أحوال الجوامع والمساجد، وتذمراً من التقصير في الأداء وآلية العمل المتبعة، على الرغم من استمرار شكاوى المواطنين وملاحظاتهم التي لم تلق إلا التجاهل والإهمال..! آخر الشواهد على ما سبق؛ قضية (مسجد ابن ربيع) الواقع في (حي الدنّان) بمحافظة العقيق، حيث يُعدّ هذا المسجد من أهم المساجد في المحافظة، وكان يشهد كثافةً عالية في أعداد المصلين في جميع الصلوات الخمس، لكنّه أُغلق منذ أوكلت الأوقاف مشروع ترميمه لأحد المقاولين قبل ما يزيد عن العام، وبدعوى إنجاز أعمال الترميم في وقتٍ قياسي؛ حاولت أوقاف العقيق إعادة فتح المسجد مع مطلع شهر رمضان الماضي، بطريقةٍ غريبة قوبلت باعتراض إمام وجماعة المسجد؛ نظراً لعدم اكتمال بعض عمليات الترميم، في حين وصل تعنت الأوقاف إلى تهديد الإمام بالفصل وإيقاف راتبه لمجرد رفضه تسلم المسجد آنذاك، مع أن النظام لا يسمح بتكليفه بعملية التسلم، ليتم فيما بعد إكمال نواقص الترميم، ويصبح المسجد جاهزاً للافتتاح منذ حوالي ستة أشهر، وبدلاً عن ذلك تم إغلاقه، ولا يزال بابه موصداً في أوجه المصلين، رغم مطالبات أهل الحي، الذين حرموا من الصلاة في مسجدهم، وبُحّت أصواتهم، بين تبريرات المقاول، وتعنت الأوقاف..! ختاماً، يا معالي وزير الشؤون الإسلامية؛ هل وظيفة إدارة الأوقاف عمارة المساجد أم إغلاقها..؟! [email protected]