عادت الحياة لمسجد الطائف الذي كان مقاوله قد أغلقه في وجه المصلين لعدم تسلمه مستحقاته المالية نظير قيامه بترميم المسجد الذي انقطع المصلون عنه قرابة يوم كامل وذلك بموجب قرار من إدارة الأوقاف بالطائف. وتجاوباً مع "سبق" التي نشرت عن إغلاق المقاول للمسجد الذي كان قد أعاد بناءه على نفقة مُتبرع وفاعل خير استدعت إدارة الأوقاف بمحافظة الطائف اليوم إمام المسجد اليوم وسلمته المفتاح الذي كان قد سلمه لها عند نشوب الخلاف وطلبت منه فتح المسجد والعودة لإمامة المُصلين بعيداً عن المشاكل. وأوضحت مصادر "سبق" أن مدير شؤون المساجد بإدارة الأوقاف كان قد أبلغ الإمام بأن الإدارة تنظر حالياً موقف المقاول وتبحث في حيثياته، حيث شددت الإدارة على استدعائه هو والشُبان الخمسة الذين ساعدوه في عملية مواجهة الإمام ومنعه من فتح المسجد ومن بينهم "ابن المقاول" ومن المتوقع أن تُحال القضية للجهات المختصة. وكان المقاول الذي أعاد بناء مسجد في فروش الروقي بحي الحلقة بالطائف قد منع الإمام من فتح المسجد وهدده بمساعدة من خمسة شُبان من بينهم أحد أبنائه بحجة عدم تسلمه بقية أتعابه من "فاعل الخير" الذي أعاد بناء المسجد من حسابه الخاص بتكلفة قد تزيد على نصف مليون ريال وحاول الإمام إفهامهم بالوضع وإقناعهم بأنه لا يجوز منع المُصلين من أداء الصلاة إلا أنه لم يعبأ لكلامه ونفذ إغلاق المسجد فتقدم الإمام بشكواه لدى الأوقاف. وعندما علم المقاول بتصعيد الإمام للأمر حاول إرسال مجموعة من الأشخاص لحل المشكلة ودياً ولكن الإمام أصر على معاقبة المقاول جراء فعلته غير المقبولة لا ديناً ولا نظاماً وأنه لا بد من محاسبته. يذكر أنه تمت إضافة دور مع مُصلى للنساء بمبلغ يصل إلى نصف مليون ريال تقريباً. وتمت إعادة المسجد لإدارة الأوقاف التي افتتحته قبل شهر رمضان بيوم واحد، حيث بدأ الإمام يؤم المُصلين الذين يزيد عددهم على 100 مُصل. لكن الإمام تفاجأ ليل أمس باتصال هاتفي من المقاول الذي هدده بالإساءة له في حال عدم التوقف عن إمامة المُصلين بالمسجد، مُطالباً إياه بإغلاقه بحجة أن "فاعل الخير" المُتبرع ببناء المسجد لم يُكمل تسليمه بقية المبلغ. ودخل الإمام في جدال هاتفي مع المقاول محاولاً إقناعه أن هذا الإشكال بينه وبين المتبرع وليس للمسجد علاقة به وأنه لن يوقف الإمامة ولن يُغلق المسجد. وبدأ المقاول في التطاول على الإمام قائلاً: من أمرك بفتح المسجد؟ فأخبره بأن إدارة الأوقاف هي من سلمته المسجد رسمياً وولته الإمامة والأذان. وأثناء توجه الإمام للنداء وأداء صلاة العشاء والتراويح ليل أمس شاهد 5 شُبان من بينهم ابن المقاول يقفون على باب المسجد بعد أن استغرب الظلام الدامس بالشارع الذي يقع به المسجد حيث تم إطفاء إنارته. ولم يعبأ الإمام بتلك التصرفات وأثناء محاولته فتح باب المسجد تقدم ابن المقاول نحوه ومسكه من يده وقال له: "ممنوع فتح المسجد" وأخذ يتلفظ عليه بصوت عالٍ حتى كاد يضربه بمشاركة رفاقه الذين كانوا معه. وحاول الإمام إقناعهم بأن المسجد هو بيت من بيوت الله ولا يجوز إيقاف الصلاة به وأن عليهم ذنباً كبيراً لكن لم يلتفتوا له وواصلوا منعه لحين أن حضرت جماعة المسجد من أجل أداء الصلاة واستغربوا إغلاق المسجد وحاولوا إنهاء الوضع ولم يتمكنوا فتوجهوا لمسجد آخر. وبادر الإمام بإبلاغ مدير شؤون المساجد بإدارة الأوقاف بالطائف وأطلعه على حيثيات المُشكلة فطلب منه تسجيل محضر وبالفعل تم ذلك وبتوقيع وشهادة من عدد من جماعة المسجد. وقال الإمام إنه سيعد خطاباً بشأن ذلك المحضر ويُحيله إلى محافظ الطائف من أجل النظر في الأمر. وبعدها انهالت اتصالات على الإمام من عدد من الوسطاء من قبل المقاول يحاولون الصلح بعد أن علم المقاول بتصعيد الوضع.
لكن الإمام أخبر الوسطاء أن الأمر لدى الأوقاف التي تنظر فيه حالياً وبقي المسجد مغلقاً دون أداء للصلوات حتى الآن بانتظار ما ستسفر عنه تحركات الأوقاف ومخاطبتها لمعالي محافظ الطائف ومعاقبة المقاول واستدعاء ابنه ورفاقه الذين حاولوا الاعتداء على الإمام ومنعوه قسراً من فتح المسجد.