مع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام تتأهب جوامع ومساجد المملكة لاستقبال أعداد المصلين والمعتكفين فيها وتتم تلك الاستعدادات غالباً على نفقة رجال الأعمال وجماعة المسجد في كل حي ، وسط تذمر واضح من تقاعس فرع وزارة الشؤون الاسلامية في تلبية احتياجات الجوامع والمساجد وتوفير الضروريات رغم تمتعها بميزانية تقدر بمئات الملايين، وفي هذا الموضوع نسلط الضوء على صيانة بيوت الله وردود أفعال الأئمة والمواطنين تجاه متعهدي الصيانة التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف.. جماعة المسجد يقول عبيد القرني (إمام مسجد): "نحن أئمة المساجد عانينا منذ زمن من مماطلة متعهدي الصيانة التابعين لفرع وزارة الشؤون الإسلامية فالحديث حول صيانة المساجد ذو شجون ، وما يحصل لمساجدنا من إهمال لا يمكن السكوت عنه ، خصوصًا أننا نعاني من هذا التقصير مع اقتراب شهر رمضان في كل عام ، ولولا الله ثم جماعة المسجد في كل حي لأصبحت مساجدنا غير مهيأة بالكامل للمصلين ، علمًا بأن أعمال صيانة المسجد من توفير السجاد وشراء المكيفات تمت على نفقة المحسنين وفرع الوزارة يقف موقف المتفرج، حتى أننا ضقنا ذرعًا من تصرفات متعهدي صيانة المساجد التابعين لفرع الوزارة ، فهم لا يوفرون الضروريات إلا بعد مماطلة، وأذكر أننا طلبنا منهم العام الماضي صيانة مكبرات الصوت في المسجد، وتم تسليمهم المكبرات قبل شهر رمضان بفترة وماطلوا في التسليم حتى انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك". ويضيف "كما أن العمالة التي يوفرها متعهدو الصيانة في بعض جوامع ومساجد المنطقة تعد من أسباب تدني مستوى الخدمة ، وذلك بسبب عدم تواجدهم بشكل مستمر في المساجد أوقات الصلوات لبحثهم عن أعمال إضافية مثل غسيل السيارات والعمل في بعض الأماكن الأخرى بحثًا عن المادة، متجاهلين نظافة المساجد وصيانتها". أين الميزانية وعبر الموطن موسى المدخلي عن استيائه من مستوى الخدمة المقدمة لبيوت الله وقال : "من المؤسف حقاً أن نشاهد بعض الإهمال في المساجد ونحن في بلدٍ قد حباه الله برجال همهم خدمة الإسلام والمسلمين ولم يألوا جهدًا في خدمة الدين وأهله، ولكن ما نراه في بعض المساجد من رداءة المرافق سواء كانت في دورات المياه أو أجهزة التكييف أو حتى السجاد الذي يبقى بعضه سنوات طويلة لم يتغير، وهذا يدل على تقاعس واضح من قِبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية الذين تقع على عاتقها مسؤولية صيانة المساجد والاهتمام بها ، وأنا أحملهم ذلك الإهمال لأسباب عديدة، منها أن أغلب الجوامع والمساجد التي بُنيت على نفقة رجال الأعمال تكون صيانتها على نفقتهم، وعلى ذلك فإن هذا عبء قد انزاح من على كاهل فرع الوزارة، أيضًا لا ننسى أنه قد تم تخصيص مبالغ ضخمة بمئات الملايين لوزارة الشؤون الإسلامية من ميزانية المملكة ومع ذلك الأوضاع لم تتغير بالشكل الملحوظ، وهذا يدل على حالة تقشف سلبية لدى المسؤولين في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف". وطالب المدخلي بالالتفات نحو بيوت الله قائلاً : "الجوامع والمساجد تعني لنا أشياء كثيرة ، فهي مقر العبادة الذي يقصده المسلمون خمس مرات في اليوم ويهمهم أن تكون تلك الأماكن نظيفة ومهيأة، لتساعد المصلين على أداء صلاتهم في خشوع وطمأنينة".
ما نراه في بعض المساجد من رداءة المرافق وأجهزة التكييف والسجاد يدل على تقاعس واضح من قِبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية التي تقع على عاتقها مسؤولية صيانة المساجد. الجامع الكبير ومن رأس تنورة حيث يقع الجامع الكبير، الذي هجرته الصيانة منذ سنوات طوال يحدثنا المواطن ماجد الغامدي عن حال الجامع قائلا: "لا أبالغ عندما أقول أن الجامع الكبير في رأس تنورة والذي يقع بالقرب من شرطة المحافظة يعاني إهمالًا كبيرًا ، فعندما يدخل المصلي للجامع يلاحظ الستائر المهترئة والشبابيك القديمة التي عفى عليها الزمن ، والأبواب التي لم تعد صالحة للاستخدام ، حتى أجهزة التكييف لم تعد صالحة للتبريد ، وهذا ما جعل جماعة المسجد يكتفون بصلاة يوم الجمعة فيه، أما الصلوات الخمس فيؤدونها في مسجد صغير يقع خلف الجامع، قد لا أبالغ عندما أقول أن الجامع الكبير في رأس تنورة على حاله منذ أكثر من عشرين عاما".
الصيانة غائبة عن الكثير من المساجد
الشؤون الإسلامية: خطة لصيانة 3500 مسجد وجامع في المنطقة الشرقية قال فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المنطقة الشرقية إن "المنطقة تحتوي على ما يقرب من 3500 مسجد وجامع يشرف الفرع عليها، ولدينا خطة طموحة لإخضاعها ضمن عقود الصيانة ، وقد وصل عدد ما هو مشمول منها بعقود الصيانة 1365 مسجدا وجامعا . ومع أن الدولة -رعاها الله- قد تكفلت بمهام عمارة بيوت الله وصيانتها بشكل كامل، إلا أن الفرصة متاحة لمن يريد المشاركة في ذلك، وغالبية من يقوم بعمارة المساجد يقوم بتسليمها للوزارة، لتقوم بتوفير ما يلزمها من صيانة وغيره، وقليل من يتولى ذلك بنفسه، وقد لا يتجاوز عدد المساجد المشمولة برعاية من قام ببنائها خمسين مسجدا على مستوى المنطقة". وأضاف إنه "لا يخفى ما ورد من الترغيب في بناء بيوت الله من الأجر فقد ورد في الحديث عن عثمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله". رواه البخاري ومسلم، مضيفا "عمارة المسجد والعناية بها أمر يتنافس على تحصيله من ابتغى هذا الأجر العظيم من الله وهو مشاع لكل مقتدر من المسلمين ولقد رعت هذه الدولة المباركة هذا الأمر جل رعايته وأولته ما يستحق من عناية وأنفقت في سبيل عمارة المساجد والعناية بها المليارات ولم يقف الأمر عند ما يخصص في الميزانيات بل كان اهتمام ولاة الأمر جزاهم الله خيرا بهذا الشأن ذا طابع شخصي، ولقد كان لخادم الحرمين الشريفين ملك الخير الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، يد طولى في هذا المضمار بارك الله له وفيه وجزاه خيرا ما جزى ولي أمر عن رعيته، ومنطقة الخير المنطقة الشرقية كان لها نصيب كسائر المناطق من هذه العناية والرعاية والاهتمام مما يخصص في الميزانية ومن عناية شخصية ،ومن ذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لترميم المساجد والجوامع في المملكة، وقد غطى في المرحلة الحالية 52 مسجدا وجامعا بكلفة قاربت 50 مليون ريال. خطط زمنية وذكر الشيخ عبدالله اللحيدان أنه من المعلوم المطمئن أن تنفيذ المشاريع المعتمدة في ميزانية هذا العام سيتم رؤيتها بإذن الله حسب الخطط الزمنية المنظمة لتنفيذها ، ولعل أبرز ما تواجهه المشاريع الحكومية هي التغييرات التي تطرأ على أحوال المقاولين، وقد كفلت الأنظمة معالجة ما قد يطرأ من ذلك ، كما أن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ، وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد -وفقهما الله- ومتابعتهما الشخصية لتنفيذ مشاريع الدولة في المنطقة ، دافع لبذل الجهد وممارسة الصلاحيات نحو المقصرين من المقاولين ، ورافع لكل ما من شأنه تعطيل التنفيذ حال وجود مشكلات طرفها جهات أخرى غير المقاولين ، وهذا الاهتمام والمتابعة سهلا تنفيذ كثير من المشاريع ولله الحمد والمنة وشكر لهما ذلك . وأضاف اللحيدان "لقد تم مؤخرا وبتوجيه سديد من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وفقه الله إحداث إدارة في الفرع لمتابعة متعهدي الصيانة ومن أعمالها تلقي ما يرد من ملحوظات على المقاولين عبر وسائل اتصال تم نشرها في نشرة معلقة داخل كل مسجد مشمول بعقد الصيانة لمتابعة معالجة الملاحظ من قبل المتعهد واتخاذ ما يلزم نحوه حال التقاعس حسب ما تنص عليه الأنظمة . أعمال الصيانة وفيما يخص اعتماد فرع الوزارة على رجال الأعمال في صيانة الجوامع والمساجد قال الشيخ اللحيدان: "ليس لدى الفرع في الوقت الراهن مثل هذا، ولكن لدينا تجربة قام بها فرع في منطقة أخرى ندرس حاليا آلية تنفيذها وفق ما تسمح به الأنظمة". وعن الاستعدادات التي يقوم بها فرع الوزارة بالمنطقة قال اللحيدان : الحمد لله على ما أنعم به علينا من نعم وهو الولي الأكرم وأبارك لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه حفظهم الله ووفقهم ، ولسائر المواطنين ولعامة المسلمين ولكم قرب حلول هذا الشهر الكريم نسأل الله أن يهله علينا بالأمن والإيمان والسلم والإسلام وأن يجعله شهر رشد ومزيد خير ، ومن الخير الذي نسعد به ونستعد له ما يقام في هذا الشهر الكريم من صلاة القيام والتي يتحفز الناس لها بالهمم الكبيرة مما يتوجب علينا بذل الجهد لتيسر أدائها بكل راحة مما يتعلق بتخصيص قراء من حفظة كتاب الله من خريجي حلقات التحفيظ بجمعية تحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية وقد وجهنا مائة وخمسة قراء لذلك ، وكذلك عمل جولات صيانة استباقية وتوفير متطلبات احترازية للمساجد والجوامع وبخاصة التي تستوعب أعدادا كبيرة كل ليلة بما يتعلق بالمياه والكهرباء والسجاد والتكييف واللواقط والسمعيات ، ومن جهة أخرى متابعة مخيمات الإفطار والتأكيد على الأئمة التواجد المستمر طيلة الشهر والتيسير على الناس في أمور عباداتهم ومتابعة من يرغب الاعتكاف حسب اللوائح المنظمة لذلك، ومراعاة أن يكون الوقت بين الأذانين لصلاتي المغرب والعشاء مستغرقا ساعتين كاملتين طيلة الشهر الكريم تنفيذا للتوجيهات المتمشية مع الفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص تيسيرا على المصلين".