استفدت من حسين عودات فكرة تقول إن أحداث درعا في سورية خضعت لجراحة خاصة في مطابخ المخابرات السورية. لقد راقبوا الأوضاع عن كثب حين انفجرت في تونس؛ فقالوا مسكين زين العابدين هرب ونحن الباقون. وابدأوا من حيث انتهى هو. اضربوا الناس بالرصاص الحي بدون رحمة وأعيدوهم إلى زنزانة الرعب. وحين جرفت الجماهير المصرية فرعون مصر في 18 يوماً قالت مخابرات الأسد انتبهوا للساحات العامة امنعوا أي تجمع ولو بحصد الأرواح وإرسالها إلى عالم الأتراح. وحين بدأ المهرج الليبي بقذف الصواريخ قالوا هكذا الفعل ولو بإبادة أهل بنغازي، ولكن فلتكن روسيا في صفنا تحمينا من الناتو. بذلك تكتب النجاة لنظام شمشون الجبار. لوح الأسد الصغير من فصيلة السنوريات بقبضته وقال هي آلة حربية ممتازة جهزها لي والدي حافظ وعمي رفعت تذكر بدولة آشور بانيبال. إنها كاملة تحت تصرفي أفلا تنظرون. الآن اللعبة الذكية ابتدأت. إنها معركة البقاء. تزج فيها كل الأسلحة ولكن كيف؟ قال خبراء المخابرات لن نترك النار تنفجر علينا فالحريق قادم! دعونا نفجِّره نحن في مكان محدد، في موعد محدد، بالقسوة المفرطة، بالرصاص تنفتح فيها السماء شآبيبا بشواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. هكذا قتلوا الناس في درعا والصنمين. إنهم من حوران فئران تجارب لا قيمة لهم ولسوف تنجح الخطة بإذن بشار. يقول النيهوم الليبي إن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة. هكذا انقلب السحر على الساحر. نطق الصحفي المهتم بآلامهم روبرت فيسك صديقنا الأسد سيكون في خطر داهم. استفدت من مالك بن نبي قوله علينا تأمل الأفكار بعيداً عمّن قالها هكذا أنقل أنا من هنا وهناك ولو كانت من أعدائي. يقول كان العرب من إسرائيل في تفكير حدي، فإما أنها تنين نووي أو دويلة عصابات. يقول ما قالته إسرائيل باطل ولو كانت الفكرة صحيحة. وما قاله عبدالناصر صحيح. ليتبين لنا أن عبدالناصر كان سيد العرافين كما هو الحال مع الكذابين أحمد سعيد والصحاف العراقي وموسى الليبي وبثينة والمعلم السوريين. علينا إذاً التخلص من الفكر الحدي الثنائي وربطه بالأشخاص. يقول مالك بن نبي هذا هو الفكر الطفولي. من نحبه نصدقه ولو أخطأ، ومن نكره خاطئ ولو صدق. علينا إذاً أن ننضج فهل نضجت الشعوب العربية فتفرق بين الأشخاص والأفكار؟