وقعت مواجهات عنيفة أمس بين قوات الأمن الأردنية ومتظاهرين من عشيرة العبادي (إحدى أكبر عشائر الأردن) على خلفية اعتقال النائب السابق والمعارض الأردني أحمد عويدي العبادي، وكانت الاحتجاجات بدأت في ساعة متأخرة من مساء الخميس في وادي السير (إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمان) وذلك بعد وقت قصير من اعتقال النائب السابق والمعارض الأردني أحمد عويدي العبادي، وذلك على خلفية طلب القبض عليه من قبل محكمة أمن الدولة الأردنية للتحقيق في تصريحات صحفية دعا فيها لتحويل الأردن إلى جمهورية، وتكررت الاشتباكات مرة أخرى عصر الجمعة بعد مهرجان مؤازرة للعبادي، وأدت الاشتباكات في المرتين إلى إغلاق الطريق الدولي المؤدي لمطار عمان. وأوضح المقدم محمد الخطيب الناطق باسم مديرية الأمن العام ل»الشرق» أن عملية اعتقال العبادي تمت دون مقاومة، في إشارة إلى ما أعلنه أنصاره سابقاً عن استعدادهم للموت دون السماح بالقبض عليه، وأضاف الخطيب ل»الشرق» أن عملية الاعتقال جرت في إحدى المزارع التابعة لأقارب العويدي في منطقة وادي السير غرب عمان، أما د. عبدالله العويدي شقيق المعارض المعتقل فقال ل»الشرق» أن صحة شقيقه في خطر حيث يعاني من عدة أمراض، مطالباً بتوفير العناية الصحية المناسبة، فيما أوضح محاميه أنه منع من مقابلة موكله الذي مثل أمام مدعي عام أمن الدولة يوم الجمعة. وفور انتشار أنباء عملية الاعتقال تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي، حيث تجمع المئات من أقارب وأنصار العويدي أمام المركز الأمني الذي نقل إليه المعتقل، وقاموا بإغلاق أحد أهم الميادين في عمان (الدوار الثامن) والواقع أمام المركز الأمني مباشرة، ورددوا هتافات غاضبة أنذرت بتصاعد الموقف، ولم تسجل مصادمات أثناء تلك الاحتجاجات، فيما تواجدت تعزيزات كبيرة من قوات الأمن والدرك حول المركز الأمني تحسباً لأية محاولة لاقتحامه. وأمس بدأ اجتماع حاشد لأقارب ومناصري العبادي في بلدته سويسة الواقعة غرب عمان، شارك فيه ما يقرب من ألف شخص أكدوا على تأييده ورفض محاكمته أمام محكمة أمن الدولة، وشن المتحدثون هجوماً عنيفاً على المسؤولين الذين يسمحون للفاسدين بمغادرة الأردن فيما يقومون بمحاكمة المطالبين بالإصلاح ،حسب المتحدثين. وأشارت أجواء المهرجان وهتافاته غير المسبوقة وعالية السقف جداً إلى احتمالات صدام في الأيام المقبلة بين عشيرة العبادي والأمن، وهو ما وقع فعلاً بعد أقل من ساعة من المهرجان عندما توجه المشاركون فيه إلى الدوار الثامن مرة أخرى وحاولوا إغلاقه، لتقع بينهم وبين رجال الأمن والدرك صدامات عنيفة استخدمت خلالها الحجارة والغاز المسيل للدموع وأحرقت الإطارات وحاويات النفايات، واستمرت لساعات، مما أدى إلى وقوع إصابات خفيفة فيما اعتقل بعض المحتجين. ويعتقد مراقبون أن عملية القبض على العبادي أثارت حفيظة نسبة كبيرة من أبناء إحدى العشائر الكبرى التي تعتبر إلى درجة كبيرة موالية للنظام، وهي عشيرة العبادي التي بقيت نسبياً خارج نطاق الحركات الشعبية المطالبة بالإصلاح.