اتهم ناشطون نظام بشار الأسد بترويج شائعات حول تسمم مياه نبعي بردى والفيجة اللذين يغذيان العاصمة دمشق بمياه الشرب منذ أيام وذلك تبريراً لقطعها عن المدينة وريفها من جهة وأيضاً بمثابة تهديد مبطن للمناطق المنتفضة أو التي تميل لدعم الثورة من جهة أخرى. ويقع النبعان في منطقتي وادي بردى والزبداني التي جرت فيهما معارك عنيفة بين الجيش الحر وجنود النظام. ومع أن إعلام النظام نفى الشائعات، إلاّ أن البعض ذكر أن طريقة النفي جاءت لتؤكد تهديدات السلطات الأمنية باستخدام المياه وهي الحاجة الأساسية للحياة في قمع الثورة، سيما أن نظام الأسد يستخدم الآن “الخبز” لمعاقبة المناطق المنتفضة، إذ يمنع دخوله إلى بلدات في ريف دمشق منها سقبا وحمورية وعربين كما يمنع الأفران من العمل هناك، تاركا المجال لأعوانه استغلال حاجة المواطنين لهذه المادة الحيوية التي تعتبر الغذاء الرئيسي للسوريين، وأفاد شهود أن سعر ربطة الخبز التي لا يتجاوز وزنها “1750′′ غراما وصل في بلدة سقبا إلى مائتي ليرة سورية أي ثلاثة دولارات. وقدرت مصادر حجم مبيعات المياه المعدنية المعبئة بعد نشر الشائعات بنصف مليار ليرة سورية وشمل الإقبال على هذه العبوات مناطق لا تشهد أي اضطرابات مثل “مشروع دمر” ومناطق مشابهة. يذكر أن شركات تعبئة المياه هي قطاع مشترك ويسيطر عليها مقربون من عائلة الأسد، وبالتالي يشير البعض إلى مصلحة مباشرة لمقربين من السلطة في افتعال مثل هذه الأزمة. في السياق ذاته أعلن الجيش الحر انسحابه من بلدة “عين الفيجة” خشية تضرر مصادر المياه نتيجة معارك تنشب مع قوات الأسد ما يؤدي إلى استفحال معاناة سكان دمشق وريفها.