أوضح المؤرخ الكويتي يعقوب الإبراهيم، أن تسمية «الخليج الفارسي» تعود إلى حملة الإسكندر المقدوني على الإمبراطورية الفارسية التي وصلت نهر السند، وحينها كان الجانب الشرقي من الخليج أعمق من العربي المميز بضحالته، آنذاك، وكانت الجهة الملاصقة للخليج تسمى «فارس». وقال الإبراهيم في محاضرة بعنوان «لا لتأصيل الأخطاء التاريخية»، التي ألقاها أمس الأول في مجلس حمد الجاسر الثقافي بالرياض، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي: الإنجليز أخذوا تسمية «الخليج الفارسي» من اليونانية ونشروها، على الرغم من أن اليونان لم يكترثوا أصلاً للاسم. وأضاف: عندما بدل رضا بهلوي اسم فارس إلى إيران أهمل تسمية الخليج، مبدياً استغرابه من إصرار زعماء إيران الحاليين على تسميته ب»الفارسي»، مع أنهم بحسب إعلامهم يرفضون الغرب، فكيف يقبلون بتسمية يونانية أو إنجليزية، كما أن العثمانيين سموه «خليج البصرة». وتحدث الإبراهيم عن أنه كتب عن اليهود أربع حلقات في صحيفة «القبس» الكويتية، وفوجئ بنقلها على موقع إلكتروني يهودي، مع تحريف متعمد في الحقائق، بعد شطب اسمه، وما أدهشه قيام طالب كويتي بإدراج ما ذكره الموقع اليهودي من دون اسم الكاتب أو المصدر في كتاب من 250 صفحة يضم خطأ في كل صفحة، مبيناً أن كثرة الحقائق التاريخية المزورة في الكتاب دفعته إلى الاتصال على رئيس اللجنة العلمية لتصويب المعلومات إلا أنه لم يكترث. وقال إن المادة التاريخية المغلوطة دفعته «لقراءة 200 كتاب منها التوراة والإنجيل، وعدد من كتب المؤرخين للوقوف على الادعاءات المدرجة في الكتاب». وأبدى الإبراهيم استغرابه من وجود كاتب عمود يومي في أكثر من مطبوعة، مشيرا إلى أن مازوكامي الياباني، الذي يعد من أشهر الصحفيين اليابانيين في الخمسينيات، كان يطلب من محرريه، أن يتناولوا قضية جوهرية واحدة كل أسوع، والبعد عن العمود اليومي. وبين في ختام محاضرته أن صحيفة أمريكية في ولاية فلوريدا تصدر عن مركز المؤشر وظيفتها تدقيق أخطاء الصحف، وتفضح الكاتب إذا رفض الاعتذار عن خطأه، غير أن القائمين على الصحف والفضائيات في العالم العربي صنفوا أنفسهم نجوماً في الإعلام، على الرغم من أن عددا منهم ضحل الثقافة، وما مكنه من الاستمرار أن مشغليه لم يدققوا ما يكتب.