قال نشطاء إن جماعة منشقة عن القاعدة في سوريا انسحبت من محافظتين شمال غرب البلاد أمس الجمعة واتجهت إلى معاقلها في الشرق بعد اشتباكات مع مقاتلين منافسين على مدى شهور. وتقاتل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة فيما سبق جماعات معارضة منافسة منذ بداية العام مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وأضعف الانتفاضة على حكم بشار الأسد. وأجبرت الجماعة كثيراً من مقاتلي المعارضة على الانسحاب بعد أن استولت على أراضٍ وقتلت قادة منافسين. وقال نشطاء إنها أنهت انسحابها من محافظتي إدلب واللاذقية ونقلت قواتها نحو محافظة الرقة في الشرق والمشارف الشرقية لمدينة حلب في الشمال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أشرفت على الانسحاب لتصبح المحافظتان خاليتين تماماً من عناصر «داعش». وقال ناشط من إدلب إنه منذ انسحاب مقاتلي داعش «كان هناك هدوء حذر على كافة الأصعدة، المدنيون لا يحتفلون لأن الدولة الإسلامية في العراق والشام قضت على اللصوص وقطاع الطرق». وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «داعش» ضَعُفَت بسبب الاشتباكات والانشقاقات في المناطق التي انسحبت منها، لكنها مازالت مسيطرة على محافظة الرقة، ومازال لديها كثير من الموارد لتعتمد عليها. وأظهر تسجيل فيديو نُشِرَ أمس الجمعة على الإنترنت اثنين من المقاتلين يتجولان فيما قالوا إنها مبانٍ مهجورة كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام تستخدمها كمحكمة وسجن في بلدة بمنطقة جبل الأكراد، وقال مقاتل إن الانسحاب تم بهدوء بعد مفاوضات بين «داعش» ومقاتلين آخرين. وفي واقعة منفصلة، قال مصدر عسكري إن جيش النظام السوري قتل 20 من مقاتلي المعارضة في كمين في تلكلخ، وهي قرية تقع على بعد 40 كيلومترا غربي حمص، وأذاع تليفزيون المنار اللبناني أيضا خبراً عن هذه الواقعة. وأوضح المصدر أن الهجوم وقع قرب نقطة للجمارك بالقرب من الحدود مع لبنان على بعد نحو أربعة كيلومترات من القرية. وقالت حسابات موالية للحكومة على موقع «تويتر» إن المسلحين كانوا يحاولون دخول وادي خالد في لبنان بعد فرارهم من بلدة الحصن السنية. في سياقٍ متصل، وصلت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني إلى أطراف مدينة يبرود، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال التليفزيون الرسمي السوري إن القوات النظامية وصلت إلى الجزء الشرقي من المدينة، بعدما سيطرت خلال الأسابيع الماضية على مناطق وتلال محيطة بها. وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة في محيط مدينة يبرود»، مشيراً إلى «سيطرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على نقطة في منطقة العقبة» على المدخل الشرقي ليبرود. وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن هذه المنطقة «هي النقطة الأقرب التي يصل إليها حزب الله والقوات النظامية»، مشيراً إلى وقوع «معارك عنيفة أيضاً على الأطراف الشمالية ليبرود، بين هذه المدينة وبلدة الساحل» التي استعادها النظام قبل أيام. وأضاف إن النظام يسعى إلى «محاصرة المقاتلين في يبرود بالكامل تمهيداً لطردهم منها». وأعلنت جبهة النصرة، الذراع الرسمية للقاعدة، على لسان الناطق باسمها في القلمون عبدالله عزام الشامي، أن «إحدى النقاط على محور العقبة سقطت، واستغلها الجيش النظامي»، وذلك بحسب بيان تناقلته مواقع إلكترونية جهادية. وأضاف إن الجيش السوري «استغلها لضرب باقي النقاط مع هجوم متزامن، لذلك انسحب المقاتلون إلى نقاط خلفية»، مؤكداً في الوقت نفسه وصول «عديد من خيرة مجاهدينا للمؤازرة». في سياقٍ آخر، انتقد وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أمس الوسيط الدولي للسلام في سوريا، الأخضرالإبراهيمي، بعد تعليقات أدلى بها أمس الأول على الانتخابات الرئاسية، وقال الزعبي ساخراً إن تقدمه «الإبراهيمي» في العمر قد يكون السبب في نسيان دوره كوسيط. وقال الزعبي للتليفزيون الرسمي السوري إن الإبراهيمي تجاوز سلطته كوسيط عندما قال إن مضي سوريا قدماً في إجراء انتخابات من المرجح أن تضمن فترة ولاية جديدة لبشار الأسد، سيبدد اهتمام المعارضة بمواصلة محادثات السلام مع الحكومة. وأضاف الزعبي «الإبراهيمي وربما بسبب تقدم العمر نسي أنه فقط وسيط دولي للمفاوضات بين الحكومة السورية الدستورية الشرعية وبين المعارضة».