جميعنا ضد العنف أياً كان. سواء كان عنفاً موجهاً بين الأفراد بصوره المختلفة كنزاعات وخلافات وإيذاء، أو عنفاً موجهاً لأي جهة رسمية وغير رسمية، فما بالنا بعنف موجه إلى استقرار وأمن وطننا الغالي، وهنا خط أحمر لن نقبله كلنا كأفراد واعين ندرك تماماً ما يضر بلدنا وما يضر مصالحنا وأرضنا وقوتنا ومستقبلنا. في هذه المرحلة من التاريخ، الذي تمر فيه أوطاننا العربية وما نشاهده ونسمعه في دول الجوار وما تمر به سوريا، لهو أمر مؤسف تقشعر له الأبدان، عندما نشاهد إخوة وأهلاً يتقاتلون ويتناحرون دون إدراك ولا وعي. ماذا تعني قيمة الأرض والسلام والأمان، وهذا المشهد طبيعي عندما تغيب المصلحة العامة وتظهر المصالح الشخصية وحب السلطة والشهرة والقمع حتى لو كلفت قتل مئات من الرؤوس فلا يهم.. وهذا مرفوض إنسانياً يرفضه مَنْ يمتلك عقلاً وقلباً رشيداً. القتل وسفك الدماء لا يعمر وطناً ولا يؤمن حياة، وهذا ما شاهدنه. لم يسلم منه صغير ولا كبير لا نساء ولا رجال، اختفى العقل والضمير والفهم والاستيعاب والتحليل والمنطق، وما الفائدة من سفك الدماء وزعزعة أوطان؟ الفتنة أشد من القتل، وهي الفتيل الأول الذي يؤدي إلى الصراع والنزاع بين أبناء الوطن، فهو يأكل الأخضر واليابس لا يفرق بين الخطأ والصواب، بل يجعل الناس تصاب بالجنون والجمود وتشويش الفكر والمنطق وضياع المنهج المعتدل والسليم والفطرة، التي أوجدها الله عز وجل من نشر المحبة والسلام وحسن الظن والعطاء والحسنى. لقد أسعدني كثيراً ما قرأته في صحيفة الشرق (يوم الأحد العدد 826 وتاريخ 2014/03/09م) ما قام به علماء في محافظتي القطيف والأحساء بإصدارهم بياناً يحذر من الانجراف إلى العنف والبحث عن حلول جذرية لمشكلة العنف والسلاح، فلقد أسعدني الوعي الذي يمتلكونه بخطورة الفتن وما تجره من ويل وهدم ودمار لكل أنحاء الوطن، نموذج أتمنى كل مَنْ يشغلون منابر ومناصب قيادية أن يتطرقوا إلى بث الوعي لأفراد المجتمع وبث روح السلام وطمأنة القلوب والعقول وزرع حس الأخوة وتقوية حب الوطن والحذر مما يسيء للوطن، ومحاولة سد الفجوة في وجه مَنْ يحاولون زرع الفتن والتفرقة بين أبناء الوطن، ومَنْ يحاولون إيجاد الألقاب والمسميات، هذا سني شيعي ليبرالي علماني سلفي وهِّابي سروري جامي، كلها مسميات تهدم أرضنا ووطنا ولا تعمر داراً ولا تطور إنساناً. دور المواطن، والمعلم، والشيخ، والمصلح، والمسؤول، والكاتب، والقاضي، نشر السلام والمحبة والقيم الإنسانية والقوانين التي أودعها الله سبحانه وتعالى، لابد أن تكون أيادينا بأيادي بعضنا من أجل محبة الوطن وإعمار الأرض كما أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل والمساواة والرحمة.