نظم موريتانيون مقيمون في المغرب، وطلبة يتابعون دراساتهم بالمعاهد والجامعات المغربية وقفة احتجاجية أمام سفارة بلادهم في الرباط، طالبوا فيها برحيل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، ورفعوا شعارات ضد النظام الموريتاني. ودعا المحتجون إلى معاقبة المسؤولين عن تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية في موريتانيا، منددين « بالوضع المزري الذي تشهده البلاد على جميع الأصعدة» معربين من خلال شعاراتهم عن» شجبهم واستنكارهم لما تعيشه البلاد من تدهور اقتصادي وسياسي واجتماعي». وندد الغاضبون من النظام الموريتاني الحالي، بما أسموه بفساد العسكريين مطالبين «برحيل العسكر» وإعادة الشرعية إلى البلاد، عن طريق تنظيم انتخابات نزيهة وانتخاب مدني سياسي على رأس البلاد. ولم تغب الأحداث الأخيرة التي شهدتها موريتانيا عن الوقفة الاحتجاجية، والمتمثلة في إحراق كتب دينية مالكية، حيث تم شجب واستنكار ما أقدمت عليه حركة إبرا، وعدت ذلك مظهراً من مظاهر التسيب الذي تعيشه البلاد. وأكد المحتجون أنهم سيواصلون احتجاجاتهم والرفع من إيقاعها في الأيام المقبلة، مع التهديد بتنظيم اعتصامات مفتوحة إلى حين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة بالأساس في رحيل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز وحكومته. وكان العديد من الطلبة الموريتانيين نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية في الرباط، احتجاجا على اعتقال زملاء لهم في نواكشوط مؤكدين أن «زمن الصمت على هضم الحقوق ولى والاعتقال لا يعد حلا للمشكلات، وأن جميع الطلاب مستعدون للاعتقال في سبيل إنصافهم ونيل حقوقهم»، كما اقتحم عدد منهم مبنى سفارة بلادهم في الرباط، على خلفية عدم تمكينهم من التسجيل في الجامعات المغربية، ودعوا السفير محمد ولد معاوية، إلى التعجيل بإيجاد حل لمشكلاتهم مع السلطات المغربية. وهدد الطلبة بالتصعيد في حال ما لم تتم الاستجابة لطلباتهم، بداعي أن جميع الطلاب يحملون ملفات مستوفية الشروط وموافقات من طرف وحدات الدكتوراة في الجامعات المغربية.واقتحمت قوات الأمن المغربية، مباني السفارة الموريتانية، لفض الاعتصام حيث فرقتهم الشرطة واعتقلت عددا منهم. وبحسب المراقبين فإن العلاقات الموريتانية المغربية تمر بحالة من التوتر منذ شهور، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة خلال الفترة المقبلة بفعل السياسات المتباينة للرباط ونواكشوط من مجمل قضايا المنطقة.