أوضح استشاري الأمراض النفسية الدكتور نبيل طه، أن كثيرا من وظائف الجسم الفسيولوجية والنفسية، تبدأ بالتردي والتراجع مع تقدم السن، وأفاد بأن الخرف هو متلازمة تميز مجموعة مكونة من 72 مرضا، أكثرها انتشارا، هو مرض الزهايمر، وعرف الخرف على أنه هبوط تدريجي في القدرات التفكيرية، بسبب مرض عضوي يصيب الدماغ، ومن أعراض الخرف، اعتلال الذاكرة بدرجات مختلفة، فقدان القدرة على الوجود كمعرفة المكان، تغييرات في أنماط السلوك، وتغييرات في شخصية المصاب، وقد تؤثر هذه التغييرات العقلية والسلوكية على مستوى الأداء اليومي في حياته. وقد حدد علماء وباحثون في الجمعية الدولية لمرض الزهايمر، عشر إشارات تحذيرية تشير لبدء الإصابة بالخرف، وهي تردي أداء وقدرات الذاكرة الآنية، الذي يضر بأداء المهام اليومية، فقد لا يكون بمقدور الشخص تذكر الأشخاص الذين قابلهم في الأمس، ولماذا دخل غرفة ما في البيت مثلا، كذلك صعوبة تخطيط النشاطات وتردي القدرة على حل المشكلات. فمرضى الزهايمر يجابهون صعوبات جمة في التعامل مع الأرقام أو البرامج، مجابهة صعوبات في إتمام المهام والأعمال المنزلية والأعمال التي كانوا معتادين على أدائها في السابق، مثل قيادة السيارة، ارتباك بكل ما يتعلق بالوقت، الحالة، أو المكان – يميل معظم مرضى الزهايمر لفقدان الإحساس بالوقت، كذلك صعوبة تحليل المعلومات البصرية، كما تعتبر مشكلات النظر، إحدى علامات الإصابة بالمرض لدى بعض من يعانون من الزهايمر. ويجابهون صعوبات في القراءة، تقييم الأبعاد أو تحديد الألوان، كذلك صعوبات في النطق أو الكتابة أوتنظيم محادثة، كذلك وضع الأغراض في مكان غير معتاد، ثم فقدان المقدرة على إيجاده، تردي القدرة على الحكم على الأمور و الأداء، خصوصا في ما يتعلق بإدارة الأمور المالية، كما تتردى قدراتهم على أداء المهام الأخرى كاختيار الملابس الملائمة، وترك العمل، هجر الأصدقاء والعائلة والهوايات ويركن إلى الانطوائية والانزواء. كذلك يعاني تغييرات مزاجية وتغييرات في الشخصية. فمن الممكن أن يعاني من الاكتئاب أو الخوف أو القلق، بالإضافة إلى هذه الإشارات و التحذيرات الذهنية والنفسية، من الضروري الانتباه أيضا إلى العلامات الفسيولوجية التي تظهر لدى بعض مرضى الخرف أو الزهايمر، فمن الناحية الحركية يميل مرضى الزهايمر إلى المشي والحركة ببطء، السقوط، فقدان الوزن، قد تحصل اضطرابات في إفراز البول، تبدأ بالحاجة المتواترة والمتزايدة للتبول، وتنتهي بسلس البول، نوبات الصرع. وأكد الدكتور نبيل على أن التشخيص المبكر للزهايمر أمر هام جدا وحاسم في عملية الحصول على علاج يبطئ تقدم المرض وتفاقمه.