تتغير أدمغتنا مع تقدمنا في العمر مثلما تتغير بقية أجسامنا، فالارتباك والمشكلات التي تمر بالإنسان طوال فترة حياته قد تؤثر عليه، فيلحظ تباطؤا في التفكير وصعوبة في استحضار بعض المواقف من الذاكرة، تلك التغييرات المفاجئة قد تكون أولى علامات مرض الزهايمر. يعتبر مرض (الزهايمر) نوعاً من أنواع الخرف الذي يسبب مشكلات في التفكير، والذاكرة والسلوك. وعادة ما تتطور أعراضه ببطء وتزداد سوءا مع مرور الوقت، وقد تصبح قاسية بما فيه الكفاية للتدخل في المهام اليومية. ويشكل مرض الزهايمر نسبة 50 إلى 80 % من حالات الخرف، الغالبية العظمى منها هم من الأشخاص في عمر 65 سنة وما فوق. لكن مرض الزهايمر ليس مجرد مرض يأتي مع تقدم العمر، فهناك ما يصل إلى 5 % من الناس يصابون به في وقت مبكر من حياتهم. ومن أكثر الأعراض شيوعا في وقت مبكر من مرض(الزهايمر)، صعوبة تذكر المعلومات المكتسبة حديثا، ذلك لأن تغيرات الزهايمر تبدأ عادة في جزء الدماغ الذي يؤثر على التعلم، كذلك التغيرات والارتباك في الوقت والأحداث والمكان، وتقلب المزاج والسلوك، والشكوك التي لا أساس لها عن الأسرة والأصدقاء، والقلق والاكتئاب، وفي مراحل متقدمة قد يصاب المريض بنوبات من الغضب، والعدوان، والهلوسة، والأوهام (اعتقاد راسخ في حدوث أمور ليست صحيحة)، إضافة إلى الأرق والاضطرابات في النوم. والأكثر من ذلك تعرضه لفقدان كامل للذاكرة، وصعوبة التحدث والبلع والمشي، كما قد يصبح مريض الزهايمر، غير قادر حتى على قيادة السيارة. ويجد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة، أو علامات التغيير في السلوك المحتملة عن مرض الزهايمر أمرا صعباً ومؤلماً، إلا أنهم في نفس الوقت لا يعترفون بوجود مشكلة حقيقية متعلقة بهذا المرض لديهم، لكن علامات الخرف تبدو بشكل أكثر وضوحا لأفراد أسرة وأصدقاء مريض الزهايمر. لذا فإنه من المهم على أي شخص يعاني من أعراض تشبه أعراض الخرف رؤية الطبيب في أسرع وقت ممكن، وذلك للتدخل السريع، وإيجاد الخيارات الطبية المناسبة بعد تقييم الحالة، وذلك للمساعدة في تحسنها بشكل جيد إلى حدٍ كبير.ويؤكد الأختصاصيون، أنه لا يوجد حاليا علاج مستقل لمرض الزهايمر، ولكن توجد بعض الأدوية الخاصة بفقدان الذاكرة تساعد في التخفيف من حدة الأعراض، وتحسن نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من الخرف( الزهايمر). و لو أردنا التحدث عن الدور الاجتماعي ، فهناك الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر، التي كشف مصدر مسؤول فيها عن بداية عمل إحصائية حقيقية لعدد المصابين بالزهايمر في السعودية وذلك بالتعاون مع جميع المستشفيات لإحصاء عدد المصابين .و كانت الجمعية تعمل منذ سنتين على دراسات وإحصائيات صحيحة من واقع المصابين بالمرض، وقال مسؤولوها إن الإحصائيات المتوفرة لديهم حينها هي من واقع التعداد السكاني حيث تصل نسبة المصابين بالزهايمر من عمر 65 إلى 85 عاما إلى نسبة 40 %، ومن عمر 85 وما فوق تصل نسبة المصابين بالزهايمر إلى 50 % . ولأن الاهتمام بمرض الزهايمر جاء في وقت متأخر، وبسبب عدم تعاون الأسر في الكشف عن وجود حالات زهايمر بسبب الخجل والخوف، فإنه لا يوجد شيء عملي ملموس، وهناك عدد من الاتفاقيات مع المستشفيات الرئيسة في الرياض لإحصاء عدد المصابين والتعاون معها لعمل مؤتمرات تعرف بالمرض وكيفية التعامل معه، وهناك مشروع الرعاية المنزلية بمرضى الزهايمر وفق شروط معينة حيث تتم زيارتهم وتجهيز الأدوات اللازمة للرعاية بهم في المنزل.