أنهت معارك القلمون أسبوعها الثاني أمس ولم تتمكن قوات الأسد وحزب الله التقدم على أي من الجبهات في محيط مدينة يبرود، حيث دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الطرفين على مدى 15 يوماً، خسرت قوات الأسد وحزب الله خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وخاصة في الدبابات، حيث دمر الجيش الحر أكثر من 25 دبابة، بالإضافة إلى جرافات وآليات عسكرية، علاوةً على مئات القتلة والجرحى، وأكد مدير المركز الإعلامي في القلمون عامر القلموني، ل«الشرق»، أن مشاركة ميليشيات حزب الله التي أطلق عليها اسم «حالش» في هذه المعارك تراجعت إلى أكثر من 70%، وعزا القلموني هذا التراجع إلى الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوف مقاتلي هذا الحزب على جبهات القلمون، وأشار القلموني إلى عملية نفذها الجيش الحر فجر الثلاثاء واعتبرها من أنجح العمليات خلال المعارك الأخيرة وأدت إلى مقتل خمسة ضباط من قوات الأسد، وهم الرائد علي ضرغام والنقيب علاء إبراهيم والنقيب أحمد سلمان درويش والملازم سليمان العلي والملازم عبدالناصر النابلسي، وأكد القلموني مقتل أربعين عسكرياً من قوات الأسد وحزب الله وجرح أكثر من 150 عنصراً خلال هذه العملية، وأضاف القلموني أنه تم طرد قوات الأسد وحزب الله بعيداً عن مزارع ريما. وأوضح القلموني أن حدة المعارك تراجعت على محاور الجبهات في القلمون، إلا أن طائرات النظام تكثف قصفها اليومي لمدينة يبرود وأطرافها مستخدمة القنابل الفراغية التي تُحدث دماراً كبيراً في الأبنية السكنية، وأشار القلموني إلى أن الطائرات الحربية شنت عشر غارات أمس على حيَّيْ القاعة والقامعية على جبل مارمارون وأدت إلى حريق كبير ودمار هائل في المباني. وفي سياق متصل، ذكر ناشطون أمس أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موقعاً لحزب الله على الحدود اللبنانية السورية حصلت على موقع للحزب في جرود النبي شيت وأسفرت عن مقتل خمسة عناصر من ميليشيا حزب الله بينهم قائد بارز يُدعى أبوجميل يونس. وكانت الغارة أثارت جدلاً حول الهدف الذي استهدفته إسرائيل وتحفَّظ حزب الله على مكانه ونوعيته، وأمس اعترف الحزب بالغارة وتوعد بالرد، قائلاً إنه سيكون في المكان والزمان المناسبين. وفي الغوطة الشرقية قتلت قوات الأسد حوالي 45 من أبناء الغوطة في منطقة العتيبة، وقال جيش الإسلام في بيان أرسلت ل»الشرق» نسخة منه، إن الشهداء كانوا يحاولون الخروج من الغوطة الشرقية للهروب من جحيم الحصار، وأكد البيان أنه لا وجود لأي عنصر من عناصر جيش الإسلام بين الشهداء، بخلاف ما نقلته بعض وسائل الإعلام المؤيدة للنظام.