وصل التوأم السيامي اليمنيان اللذان ولدا ملتصقين الخميس الماضي بمستشفى أبها للولادة والأطفال إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، فجر أمس، بصحبة والديهما لتلقي العلاج الأولي في المدينة من أجل إنقاذ حياتهما التي وصلت لمرحلة صحية حرجة حتمت تقديم العناية التخصصية لهما حتى يستقر وضعهما. وكان في استقبالهما مع والديهما فريق طبي بقيادة استشاري الأطفال حديثي الولادة في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور سامح أبو زيد، ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام عبدالحكيم الحربي، وأدخل التوأمان على الفور إلى غرفة العناية المركزة بوحدة حديثي الولادة بمستشفى النساء التخصصي، حيث خضعا لفحوصات طبية كاملة، للاطمئنان على وضعهما الصحي. وقال الدكتور سامح أبو زيد إن التوأم السيامي أول حالة طبية من هذا النوع تستقبلها مدينة الملك فهد الطبية في تاريخها، مبينا أن الفريق الطبي في وحدة الأطفال حديثي الولادة أجرى كشوفات أولية على التوأم وتبين أن أحدهما يحتاج إلى أنبوب تنفس صناعي حتى تستقر حالته. وأفاد أن الفريق الطبي سيجري فحوصات طبية أخرى للطفلين لمعرفة نسبة السكر، ومعدل الضغط، وكمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في جسمهما قد تنتهي اليوم، لافتًا إلى أن العمليات الحيوية للطفلين مستقرة حتى الآن. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير، أنه تم تجهيز التوأم ونقلهما من مستشفى أبها للنساء والولادة بإسعاف مجهز يرافقه فريق طبي متكامل. وأضاف أنه تم أيضا نقل والدة التوأم بإسعاف آخر مجهز، حيث وصلت طائرة الإخلاء الطبي إلى مطار أبها الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الأول، وأقلعت في الحادية عشرة والنصف حاملة التوأم ووالديهما. إلى ذلك، عبر فتحي عبدالله حسين (والد التوأم) عن عظيم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة على ما قُدم لطفليه من اهتمام ورعاية. وأكد ل«الشرق»، تعاون الأطباء معه واهتمامهم بداية من مستشفى ظهران الجنوب الذي كان يتابع حالة الأم، وقام بدوره بتحويلها إلى مستشفى أبها للنساء والولادة. وأوضح أن الأم لم تكن تعاني من أي أمراض سابقا، وأن لديه ابنتين صحيحتين وأن حالة التوأم السياميين ما هي إلا قضاء وقدر ولا مسببات لها، مبينا أنه تم استقبالهم في مدينة الملك فهد الطبية باهتمام بالغ من قبل الطاقم الطبي الذي لا يزال يتابع حالة التوأم. وقال إن حالة التوأم مستقرة حاليا، راجياً الله أن تتكلل العملية بالنجاح. وأضاف إنه اكتشف حالة التصاق طفليه في الشهر الخامس من حمل زوجته حينما أجريت لها فحوصات طبية في مستشفى السلام بمحافظة صعدة الذي أنشأته المملكة، وبعد أن ولدا في مستشفى أبها للنساء والولادة. وأوضح أنه أطلق على طفليه اسم «عبدالعزيز وعبدالله» ويأمل أن يراهما بصحة جيّدة ليكملا حياتهما مع أختهما في اليمن.