وصل التوءمان السياميان اليمنيان اللذان ولدا ملتصقين، الخميس الماضي، بمستشفى أبها للولادة والأطفال إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، فجر اليوم الاثنين، بصحبة والديهما لتلقي العلاج الأولي في المدينة من أجل إنقاذ حياتهما التي وصلت لمرحلة صحية حرجة اقتضت تقديم العناية التخصصية لهما حتى يستقر وضعهما. وكان في استقبال التوءمين السياميين مع والديهما فريق طبي بقيادة استشاري الأطفال حديثي الولادة في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور سامح أبو زيد، ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام عبدالحكيم الحربي، وأدخل التوءمان على الفور إلى غرفة العناية المركزة بوحدة حديثي الولادة بمستشفى النساء التخصصي، حيث خضعا لفحوصات طبية كاملة، للاطمئنان على وضعهما الصحي. وقال الدكتور سامح أبو زيد إن التوءمين السياميين أول حالة طبية من هذا النوع تستقبلها مدينة الملك فهد الطبية في تاريخها، موضحًا أن الفريق الطبي في وحدة الأطفال حديثي الولادة أجرى كشوفات أولية على التوءمين وتبين أن أحدهما يحتاج إلى أنبوب تنفس صناعي حتى تستقر حالته. وأفاد أن الفريق الطبي سيجري فحوصات طبية أخرى للطفلين لمعرفة نسبة السكر، ومعدل الضغط، وكمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في جسمهما قد تنتهي غدًا الثلاثاء، لافتًا النظر إلى أن العمليات الحيوية للطفلين مستقرة حتى الآن. من جهته، قال والد التوءمين فتحي عبدالله حسين بقيّة "40 عامًا" إنه اكتشف حالة التصاق طفليه في الشهر الخامس من حمل زوجته حينما أجريت لها فحوصات طبية في مستشفى السلام بمحافظة صعدة الذي أنشأته المملكة، وبعد أن ولدا في مستشفى أبها للنساء والولادة، وجه وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بعلاج الطفلين في الرياض وأصبحت حياتهما في مرحلة حرجة. وأوضح أنه أطلق على طفليه اسم "عبدالعزيز وعبدالله" ويأمل أن يراهما بصحة جيّدة ليكملا حياتهما مع أختهما في اليمن. من جانبه، قال الناطق الإعلامي بصحة عسير "سعيد بن عبدالله النقير"، إنه تم تجهيز التوءمين ونقلهما من مستشفى أبها للنساء والولادة بإسعاف مجهز يرافقه فريق طبي متكامل بإشراف الدكتور أحمد العامري (استشاري أطفال حديثي الولادة ،رئيس قسم العناية المركزة) ومكون من إخصائية الأطفال أميرة الشريف وثلاث ممرضات. وفي ديسمبر 2012، نجح فريق طبي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، في فصل التوءمين السياميين السعوديين عبدالله وسلمان، وكانت حينها العملية ال31 في ترتيب هذه العمليات بالمملكة، والتي بدأت مع توءمين سعوديين في عام 1990. وبات العالم يشهد بتميز المملكة في هذا المجال، بعد أن حققت إنجازات كبيرة في مجال فصل التوائم السيامية، خصوصًا أن خبرة أبناء المملكة في هذا المجال ممتدة لنحو 22 عامًا.