ابتعد منتدى بوخمسين الثقافي أجواء الأمسيات الجادة، مساء الأربعاء الماضي، بإقامته أمسيته شعرية ساخرة بعنوان "الأدب الضاحك.. حكاية شخصية"، في مقر المنتدى في نزهة المبرز، واستضاف فيها الشاعر والكاتب صادق السماعيل. وأشبع ضيف الأمسية الجمهور ضحكا، موظفا الشعر والنثر في خدمة التراث والمواقع الأثرية في الأحساء، مدعما بعرض مرئي للأماكن التي تغنى لها شعرا. وأقيمت الأمسية، التي قدم محاورها الباحث أحمد البقشي، وسط حضور كثيف من الشعراء والمهتمين بالشعر، كما كان متوقعا. وتناول الشاعر السماعيل بعض من أنواع الأدب الساخر في مجموعة من القصائد تنوعت بين التراثية والهزلية، والغزلية أيضا، إلى جانب البحث عن "العسو" (مكنسة لتنظيف المنازل مصنوعة من عذق النخيل). وألقى السماعيل عددا من قصائده منها: "كوكو بوكمشه"، و"البسكويت المربع" و"عين أم خريسان" وغيرها من القصائد الأخرى المتعلقة بالتراث القديم. واتسمت الأمسية بمداخلات أشادت بالشاعر وما قدمه من أدب ضاحك. وقال يونس البدر في مداخلته: صادق السماعيل الشاعر المتألق والجميل، هو اسم جميل ومبدع ولذلك يجتذب هذا العدد الكبير من محبي الجمال والإبداع، وعندما أقول (إبداع) فأنا أعني ذلك، لأن شاعرنا وكاتبنا صادق ليس مجتراً لفكرة أحد، وليس مقلداً لعبارة أحد، كأنه ولد وولدت فكرته معه، موضوعاته الساخرة تنطلق من أعماق بيئته وكيانه، وتعبيراته الضاحكة تنبعث من وجدانه الشعبي والإنساني، إلى جانبه اليوم كنت أتمنى أن يجلس ناقدٌ بصيرٌ ليوضح لنا هل هناك خصائص يمكن أن تقال عن كتاباته لكي نعرف سر انجذاب النفوس إلى ما يكتبه، وسبب ارتسام هذه الابتسامة على وجوه قرائه. أما الدكتور علي الجنوبي، فقال: كان لقائي الأول معه (السماعيل) قبل بضع سنين، في إحدى جلسات منتدى الينابيع الهجرية، ليعلن بدء مرحلة جديدة فيه. وأضاف: قدم هذا الشاب البشوش إلينا وفي جعبته ما يكفي من البسمة والنقاء والعطاء ليشملنا به، جلس لهنيئة ليطربنا بشيء مما خطته يمينه، حتى لما غادر المجلس بقيت روحه المرحة تحلق في المكان.