كانت أرفف التموين في “السوبرماركت” حتى تسعينيات القرن المنصرم لاتحمل سوى أصنافا محدودة من المنتجات الغذائية، وخيارات محددة من كل صنف، ومع التغير الكبير الذي طرأ على الحياة وطال المنتجات الغذائية، وانفتاح الأسواق فيما بينها، وحرص الإنسان وتدقيقه أكثر فيما يتناوله، باتت هذه الأرفف تعج بمئات الأصناف الغذائية، مع تنوع نسب السكريات والدسم فيها، حتى على مستوى مواد تقوم في الأساس عليها، كما في الشوكولاتة والآيس كريم. ونجد العديد من المنتجات التي كتب عليها “قليل الدسم وخالٍ من السكر” الأمر الذي يثير التساؤل، هل هي وصفة صحية يعتنى بها، أم مجرد علامة تجارية تسويقية؟ ويقول أبوخالد الغامدي “الأمر يرتكز على المصداقية؛ فوجود هذه الشعارات حتى على الحلويات أو المربيات، أمر يثير الشك مع بقاء نفس مستوى الطعم أحيانا”. وأشار محمد الصعيدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات غير كاملة الدسم والسكر في الوقت الذي يتوقع أن تكون أقل. وتضيف وفاء باصرة قائلة “إن هوس الريجيم يدفع الكثيرين لاقتناء هذه المأكولات، وأنا شخصياً لا أحرص عليها كثيرا إلا في أنواع محددة من الألبان والزبادي”. وأوضح مشرف توزيع في إحدى شركات الألبان لطفي شباك أن الكلفة الإضافية تعود أحيانا لكلفة سحب الدسم من المنتج، بينما المنتج بحالته الطبيعية تكون كلفته أقل، مبيناً أنهم في شركات الألبان يحاولون بيع جميع المنتجات بنفس السعر. من جهتها، حذرت اختصاصية التغذية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أروى العقاد، من الإفراط في تناول هذه المنتجات، حيث إن الكثير منها يستعاض عن السكر بمحليات صناعية لا تقل تأثيرا عن السكر، كما أن التناول المعقول للأغذية حتى وإن حوت الدسم أفضل بكثير من تناول أغذية خالية تماماً منه، مشيرة أن جميع الخيارات تبقى مطروحة للمستهلك، في ظل غياب توعية صحية عامة حول هذه المنتجات، مع وجود أقسام متكاملة لهذه المنتجات على رفوف المتاجر.