كشف فرع هيئة السياحة والآثار في المنطقة الشرقية عن مشاركة مميزة في بيت الشرقية بمهرجان الجنادرية في نسخته التاسعة والعشرين لهذا العام. وأوضح مدير عام فرع الهيئة المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان، أن مشاركة الهيئة في بيت الشرقيةبالجنادرية تهدف لنقل صورة حية للزوار عن تاريخ المنطقة العريق عبر التاريخ وخلال تعاقب العصور التاريخية التي تمتد إلى العصور الحجرية في عدة مواقع منذ ما يقارب 6000 سنة قبل الميلاد، وإلى العصور الإسلامية وحتى قيام الدولة السعودية وعهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وتوحيد المملكة العربية السعودية، وفترة اكتشاف النفط على سواحل الخليج العربي في الثلاثينيات من القرن الماضي، وأثره الجوهري في حدوث طفرة اقتصادية ضخمة نتج عنها تحول وتوسع كبير في البيئة العمرانية بالمنطقة الشرقية، ففي عام 1370ه (1950م) في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز سُميت المنطقة باسم المنطقة الشرقية، وتم نقل مقر الإمارة من مدينة الهفوف إلى مدينة الدمام التي أصبحت العاصمة الإدارية للمنطقة الشرقية حالياً. كما تم استعراض الأدلة والأسانيد التي تؤكد البعد الحضاري، وذلك من خلال عرض تاريخ المنطقة لعدد من المواقع الأثرية والتراثية فيها، التي تبلغ حوالي 400 موقع أثري من العصور الحجرية وحتى العصر الإسلامي دون انقطاع، وأبرز هذه المواقع التي تم اكتشافها مواقع غرب وشمال الراكة الأثرية وبلدة دارين، والدوسرية ومردومة وأطلال أبو عينين وبرج وبئر الطوية وجنة وطوي الشلب وحفريتا الكلية الصناعية ومردومة اللتان تمثلان مينائي الجبيل الأثريين، وكنوز ثاج الأثرية وقلعة تاروت ومدافن جنوبالظهران، وحمام أبو لوزة وقصر إبراهيم الأثري، وقصر صاهود وقصر خزام والمدرسة الأميرية وبيت البيعة، ومسجد جواثا وعين النجم في الأحساء، وقصور الملك عبدالعزيز في نطاع وقرية العليا وأم عقلاء. وأضاف البنيان إن المشاركة تبنت المبادرات الداعمة للتراث العمراني بالمنطقة الشرقية في بيت الشرقيةبالجنادرية كإحدى المبادرات التي يتم تبنيها بشكل سنوي لدعم إحدى القضايا التي تُعنى بالتراث العمراني في المنطقة، بإطلاق رسالة توعوية للعناية بالتراث العمراني، فقد ألقي الضوء على مشروع الحفاظ وتطوير القرى والبلدات التراثية في المنطقة الشرقية لكل من بلدتي دارين وتاروت التاريخيتين. كما استعرض أهم مشاريع الجذب السياحي المستقبلية في المنطقة التي يجري تنفيذها في الوقت الحاضر، وأبرزها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، ومركز الملك عبدالله الحضاري، والمتحف الإقليمي بالدمام، ومشروع واجهة الحمراء ومشروع إعادة بناء قصر الفيحاني في دارين وترميم قلعة تاروت. وأضاف إن فرع الهيئة وضمن مشاركته أيضاً في بيت الشرقية لهذا العام، فقد تم تأمين أكثر من 25 ألف مطبوعة عن السياحة في الشرقية، وتوزيع مطبوعات تسويقية عن المقومات السياحية للمنطقة، كما تم تكليف عدد 3 باحثين ومرشدين سياحيين لتوضيح المعلومات التاريخية والمعالم للزوار، مع تجهيز جناح لعروض الملابس التراثية، كما تم تكليف أحد ملاك المتاحف الخاصة لتجهيز بيت البيعة بالقطع التراثية من البنادق والسيوف وبعض القطع الأثرية الأخرى تعبيراً عن الحدث المهم في ضم الملك المؤسس للأحساء، بالإضافة إلى تأمين سيارة تعود إلى أوائل الستينيات.