بينما يصرخ رئيس وزراء العراق نوري المالكي ليل نهار، سواء كان عبر مؤتمراته الصحفية المتكررة، أو عبر وسائل إعلامه بأنه ضحية الإرهاب من تنظيم القاعدة و«داعش»، ويدَّعي محاربتها بل ويذهب إلى حد المطالبة بعقد مؤتمر دولي لأجل مكافحة الإرهاب، أثبتت محاكم عراقية أن ضباطه ومسؤوليه هم من يطلقون سجناء «القاعدة» من سجونه، ويدرك المالكي الذي طالما اتهم جهات بعينها ولمح إلى آخرين بدعم الإرهاب أن صناعة الإرهاب تتم عبر أجهزته الأمنية وعناصر مليشياته التي تجوب العراق، ويعرف المالكي أيضاً من يقف وراء الإرهاب ويصنعه ويدعمه، أليس هو من اتهم نظام الأسد بذلك قبل سنوات، وقال إن لديه تأكيدات ووثائق تثبت ذلك، وأنه مستعد لتقديمها للأمم المتحدة؟! اليوم عديد من المسؤولين الأمريكيين يقولون إن «داعش» و«القاعدة» على علاقة بإيران، وإن قادة هذا التنظيم يلجأون إليها وتمويله يتم عبر إيران، فلماذا يتجاهل المالكي كل ذلك ويصر على اتهام الشعب العراقي وقادة العراق ودول أخرى بدعم الإرهاب؟ رئيس الوزراء الذي يقود الجيش والأجهزة الأمنية يعرف أيضاً أن قواته تنسحب من مواقع لتفسح المجال أمام الإرهابيين هؤلاء لتنكل وتقتل العراقيين، وسنوات طويلة والمالكي يدَّعي محاربة الإرهاب كي يستمر في السلطة خدمة لمشاريع إيران ليس في العراق وحسب، بل في المنطقة بأكملها. مقتدى الصدر وهو أحد شركاء المالكي في الحكم الذي اعتزل السياسة قبل أيام يبدو أنه دخلها من الأبواب الأوسع في معارضته للمالكي، بل في مواجهته وفضح سياساته ومواقفه، حيث وصف الصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بالديكتاتور والطاغية، وقال الصدر إن العراق تحكمه ذئاب جائعة متعطشة للقتل والمال، وأنهم جاءوا من خارج الحدود. واعتبر الصدر حكَّام العراق الحاليين أسوأ من النظام السابق، واتهم الصدر الحكومة بأنها تستغل البرلمان لتشريع قوانين تصب في مصلحتها وتقتل معارضيها وتلفِّق لهم التهم وتهجرهم وتتهمهم بالإرهاب. فهل هناك أبلغ من شريك بشريكه الذي اتهمه بالإرهاب والقتل والنهب ووصفه بالذئب الجائع، وهل سيدرك المالكي أن حلفاءه داخل العراق لن يستمروا في دعمه إلى ما لا نهاية؟