أرجع مصدر في المعارضة السورية -رفض الكشف عن هويته- إقالة رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر، اللواء سليم إدريس، إلى «وقوع أخطاء وإهمال في المعارك «بجانب» الابتعاد عن هموم الثوار». وألمح المصدر، في حديثه ل «الشرق»، إلى أن السبب الرئيس لإقالة اللواء إدريس هو «سوء توزيع السلاح» الذي كان يصل إلى الأركان على المجموعات المقاتلة على الأرض. وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر أعلن، خلال جلسته المنعقدة أمس الأول الأحد، إقالة رئيس هيئة الأركان من مهامه وتعيين العميد الركن عبد الإله البشير بدلاً عنه، مبرراً ذلك ب «الأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية» و»لإعادة هيكلة قيادة الأركان». كما قرر المجلس إنهاء عمل نائب رئيس الأركان وتعيين العقيد هيثم عبيسي بدلاً عنه، وتلا بيان المجلس العضو فيه العقيد قاسم سعد الدين. ونشرت صفحات ناشطين على موقع «فيسبوك» صورة القرار بخط اليد موقعاً من 21 شخصاً بينهم العقيد قاسم سعد الدين، وأشار البيان المكتوب إلى حضور وزير الدفاع في حكومة المعارضة، أسعد مصطفى، الجلسة. من جانبه، علَّق عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، الدكتور أحمد رمضان، على هذه القرارات بالقول إنها تخص التراتبية العسكرية، واعتبر أن هناك رغبة في تفعيل عمل الجيش الحر في الداخل وخاصة مع اشتداد المعارك في مواجهة قوات النظام والميلشيات الطائفية المتحالفة معه من ناحية وتنظيم (داعش) من ناحية أخرى. وقال رمضان ل «الشرق» إن «المعارك باتت تحتاج إلى تفعيل مستوى الأداء الميداني وإعادة هيكلة للمؤسسة العسكرية بشكل عام حتى تكون فاعليتها على الأرض أكبر في المرحلة المقبلة». وتوقع رمضان أنه «إذا بقيت مفاوضات جنيف في مجال المراوحة وعلى هذا المستوى من الانسداد، فمن المؤكد أن الوضع على الأرض سيتخذ منحى تصاعديّاً في المستقبل، وبالتالي ينبغي أن يستعد الجيش الحر لهذه المرحلة». وتحدث رمضان عن «جنيف-2»، حيث قال إن «جولتي التفاوض مع النظام أثبتتا غياب شريك حقيقي في عملية المفاوضات وأن الأسد غير جاهز ليكون طرفاً في حل سياسي بإشراف دولي، لذلك إذا استمر انسداد المسار السياسي أعتقد أن التصعيد على الأرض سيكون كبيراً، ونحن نأمل من العميد البشير أن يراعي المتغيرات على الأرض وأن يبذل جهداً إضافياً مع انضمام أعداد كبيرة من الميليشيات الطائفية إلى المعركة وانتشار مقاتلي حزب الله في مناطق عديدة». ولفت رمضان إلى تنسيق على مستوى عالٍ بين الائتلاف الوطني المعارض والجيش الحر، ورأى أن التواصل الإيجابي مع عموم الكتائب العسكرية في الداخل جعلها أكثر تفهماً لسياسة الائتلاف عن الفترة الماضية بعدما لمست بشكل واقعي أنه قادر على التعبير عن الثورة.