على الرغم من تضافر جهود إدارتي النادي الأدبي في المنطقة الشرقية وفرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام على تنظيم احتفال مشترك بمناسبة «يوم القصة العالمي»، وحشد الجهتين قدراتهما في إحياء المناسبة على مسرح فرع الجمعية مساء أمس الأول، إلا أن الحضور كان شحيحاً بدرجة محبطة؛ حيث لم يتجاوز الحاضرون أربعين ضيفاً، بمن فيهم أعضاء النادي والجمعية والمنظمون، وآخرون فضلوا الجلوس خارج قاعة المسرح واحتساء القهوة والشاي، وتبادل أطراف أحاديث لا علاقة لها بالقصة. وشارك في الأمسية القاصان أحمد المؤذن من البحرين، وعبدالله المحسن من السعودية، فيما اعتذر الضيف الثالث صالح الأشقر عن الحضور، وأدى الموسيقار سلمان جهام مقاطع موسيقية، وقدم الفنان محمد الموسى مشهداً تمثيلياً مقتبساً عن قصة قصيرة للكاتبة الأمريكية «دوروثي باركر» بعنوان «مكالمة هاتفية»، وهي من إعداد القاص عبدالله الواصلي وإخراج عبدالوهاب السالم وإشراف راشد الورثان. وانعكست قلة الحضور على الكلمة الخاصة بالمناسبة، حين تولى إلقاءها الشاعر محمد الدميني، بينما يفترض أن يلقيها قاص. وأعلن الدميني من خلال حديثه «تحسرا على القصة»، وقال: نعاني من شح في مطالعة القصة وتغطيتها وإشاعتها بين الأوساط الأدبية، مضيفا أن «الرواية أصبحت كأنها الملاذ لكتّاب القصة، وهذه مفارقة مؤملة»، موضحا أن «القصة فن عريق قائم بذاته، وله مبدعوه ونقاده وحضوره العالمي». وانتقد ما تشهده الساحة الأدبية من توجه نحو شكل معين من الأدب، وقال الدميني: لا نزال نعاني من غلبة التشبث بالأشكال الأكثر حضورا في المشهد الأدبي، ونصنع هذا من دون أن يرف لنا جفن، وكأن الأمر قاطرة يريد الجميع اللحاق بها». وأوضح أن للقصة أدباء صنعوا مشهداً في المملكة والخليج، وقدموا بشائر الحداثة، وقدموا صورة حقيقية للتضاريس الاجتماعية، مضيفا: مازلت أرى أن القصة كانت لسان الحراك الاجتماعي وقدمت مدارس جديدة، بعضها عبّر عن الاشتراكية والوعي، كما كتبت تيارات أخرى القصة الرمزية والطويلة.