وصف الشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي، المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في كل عام، بالتظاهرة الثقافية التي ينتظرها المثقف في كل الوطن العربي، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يشكّل علامة ثقافية بارزة في المشهد الثقافي منذ انطلاقته في العام 1405ه. وبين الربيعي أن مهرجان «الجنادرية» ليس مجرد جلسات شعرية وأخرى فكرية، بل تجاوز هذا المفهوم، ليغدو تظاهرة سنويّة ينتظر حلولها الأدباء والمثقفون العرب لما يمثله من ثقل في ميزان الذاكرة الثقافية وما يعنيه لهم من لقاء فكري وإبداعي من شأنه أن يجمع شتات الثقافة العربية التي تعاني اليوم كثيرا من المشكلات على مستوى الحوار والتواصل. وقال إن الثقافة العربية اليوم أحوج ما تكون إلى مثل هذه المواسم التي تحتفي بالفكر والإبداع وتمدّ جسور التواصل بين المثقفين العرب لتناقش كثيرا من القضايا الفكرية والثقافية والإنسانية الراهنة، وهنا تأتي أهمية المهرجان كونه نافذة نطل من خلالها على قضايانا. من جانبه، نوه أستاذ العلوم السياسية الدولية، الأمين العام لمجلس الجامعة التركية في أنقرة، الدكتور محيي الدين أتامان، بالجهود التي تبذلها المملكة في المحافظة على التراث وتقديم صورة متعددة للأجيال القادمة من خلال مهرجان «الجنادرية». وقال: إن مهرجان «الجنادرية» استطاع أن يفتح نافذة لأبناء المملكة ولكل الأجيال كي يطلعوا على طريقة الحياة التي كانت في الماضي وعبر عصور عديدة عاشتها المملكة في شتى مجالات الحياة. وأبرز المفكر التركي الدور الذي لعبته «الجنادرية» في جمع أصحاب الفكر والرأي وإتاحة مساحة الحرية لهم كي يناقشوا قضاياهم، لافتا الانتباه إلى أهمية العناوين التي حملتها الندوات في هذا العام، مشددا على أنها ذات دلالات عديدة تمس القضايا الحالية في العالم.