يعد مركز وادي الفرع الرابط بين منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ويسكنه أكثر من 31 ألف نسمة، موقعا زراعيا وسياحيا وأثريا بعيونه وقراه وجباله وعمقه التاريخي. ويشتهر المركز بزراعة جميع أنواع النخيل والليمون والبرتقال والعنب والخضروات. وكان لهذا الوادي أكثر من خمسين عين جارية تسقي عشرات الألوف من النخيل في مختلف قرى وجنبات هذا الوادي الذي يمتد لمسافة تزيد عن سبعين كيلو متر تقريباً. وبمرور الزمن وتعاقب سنوات الجفاف اندثرت تلك العيون ولم يتبق منها سوى ثلاث عيون هي: عين المضيق، عين أم العيال، عين أبي ضباع. وفي الوقت الحاضر لا تزال هذه العيون تجري وتسقي عشرات الألوف من نخيل هذه القرى أما بقية قرى وادي الفرع فقد قامت زراعتها على الآبار حالياً وانتعشت من جديد. أما بالنسبة للحياة الاجتماعية فكان يعيش سكان المنطقة مثل بقية سكان الريف الحجازي في تجمعات صغيرة، أو في منازل متناثرة بين بساتينهم ومزارعهم. ويتكون المنزل عادة من غرفتين أو أكثر مبنية من اللبن والطين، بالإضافة إلى باحة خاصة بالماشية، أما الطبقات الفقيرة أو غير المستقرة تسكن في عشش مبنية من جريد النخل وجذوعه، أو غرف مبنية من الحجارة تسمى المَدَابة، وقد تستخدم المداب للتخزين حيث يترك فيها البدو الرحل أغراضهم غير المنقولة، وبعض قبائل المنطقة يسمونها: خيمة. وهي منتشرة في جبال الحجاز وأوديته، ولا زال الكثير منها مما لم تعبث به أيدي التخريب شاهداً على تلك الحقبة. وفي جولة ل «الشرق» أمس بقرى المركز، التقت برئيس بلدية وادي الفرع المهندس عبدالرحمن بن عواد الأحمدي الذي كان يضع اللمسات الأخيرة ويشرف على ترتيبات احتفال أهالي المركز بزيارة سمو أمير منطقة المدينةالمنورة اليوم، والذي أوضح بأن الدعم الذي تلقاه بلدية وادي الفرع من حكومة خادم الحرمين الشريفين أثمرت عن نضج المركز وازدياد حيويته، حتى أصبح موقعا سياحيا يأتيه أهالي المناطق الأخرى من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، والقصيم وغيرها من مناطق المملكة لقضاء أجواء ممتعة. وأوضح الأحمدي بأن بلدية وادي الفرع عملت على تدشين وتأسيس مشروعات خدمية حيوية ضخمة ومشروعات سياحية لترجمة ما تقدمه القيادة الحكيمة بإشراف مباشر من سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد لأهالي المركز وقراه ومنها مشروعات درء السيول والأرصفة والسفلتة والإنارة ومشروعات سياحية كالشلال المائي والممشى الخاص برياضة المشي. والتقت «الشرق» عدداً من منسوبي القطاع الصحي بمستشفى وادي الفرع. حيث أوضح مدير القطاع حامد مطر السهلي مدى النقلة النوعية التي شهدها المركز في عهد سمو أمير منطقة المدينةالمنورة بدعم وإشراف من وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، ومدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور عبدالله الطائفي. مبيناً أن سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد سيدشن ويضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الصحية بالمركز، والتي سيستفيد منها الأهالي المركز والقرى المجاورة، فضلا عن مرتادي طريق الهجرة من زوار ومعتمرين وحجاج ومواطنين ومقيمين، والذي يصل بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مرورا بمحافظة جدة ورابغ. ولفت السهلي إلى أن منسوبي القطاع الصحي تغمرهم الفرحة بما يشهده قطاعهم بالمركز من اهتمام ودعم المسؤولين، ومنحهم احتياجاتهم ومتطلباتهم لضمان سير العمل ومواكبة العصر بأجهزة طبية، وكوادر بشرية مؤهلة بشكل عالٍ، منوها في الوقت ذاته بارتياح أهالي المركز من الخدمات الصحية المقدمة لهم . وأوضح مدير مكتب التربية والتعليم بمركز وادي الفرع حامد الجابري ل «الشرق» أن زيارة سمو أمير المنطقة تمثل دعما جديدا لمسيرة التعليم بالمملكة من خلال تدشين سموه لعدد من المدارس بالمركز، مثمنا ما يشهده المركز من دعم لا محدود من لدن القيادة بإشراف أمير المنطقة. وشاركه الرأي رئيس مكتب المياه بالمركز محمد نافع الجابري الذي بين بأن أبرز مشروعات المياه التي سيدشنها سمو أمير المنطقة تتمثل في الخزان الاستراتيجي وملحقاته، وأيضا مبنى إدارة المياه الجديد بالمخطط السكني بالمركز، معربا عن بالغ سعادته وكافة منسوبي مكتب المياه بالجهود التي تقدمها إمارة المنطقة لتحقيق تطلعات القيادة وتوفير متطلبات المواطن والمقيم بوادي الفرع والقرى التابعة له. م. عبدالرحمن الأحمدي محمد الجابري حامد السهلي