أكد أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر أن الحوادث المرورية تكبد الاقتصاد الوطني خسائر اقتصادية واجتماعية جراء فقد أشخاص فاعلين في المجتمع كان من الممكن أن يشكلوا ثروة كبيرة للوطن في حال عدم تعرضهم لهذه الحوادث، موجهاً رسالة للشباب للاتعاظ من معاناة أقرانهم الذين تسببت الحوادث في إعاقتهم واتخاذهم عبراً وجعل كافة وسائل السلامة لدى قيادتهم مركباتهم في أولى أولوياتهم. وأوضح خلال افتتاحه ظهر أمس حفل انطلاقة حملة «يعطيك خيرها» للسياقة الآمنة، التي تتبناها جمعية الأطفال المعاقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، أن هناك عقوبات مفعلة سيتم تطبيقها على المتجاوزين وعقوبات رادعة للمفحطين والمتجمهرين، وأن هناك اجتماعاً سبق حفل انطلاق الحملة تم بين إمارة الرياض يمثلها نائب أمير الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لوضع خطة آنية قصيرة المدى وبعيدة المدى للسلامة المرورية والتوعية بأهمية التقيد بالأنظمة بالتعاون مع المديرية العامة للمرور، ويأتي ذلك تزامناً مع حملة «يعطيك خيرها». ووصف أمير الرياض حملة «يعطيك خيرها» بالحملة الإنسانية النبيلة، التي تعكس الدور التوعوي الهام للجمعيات المتخصصة ومنها جمعية الأطفال المعوقين وقيامها بدور توعوي، بالإضافة إلى دورها الاجتماعي الذي تقوم به؛ ليشمل برامج اجتماعية توعوية تسلط الضوء على هذه الفئة وما يعانونه جراء الحوادث المرورية، التي تسلب منهم جزءاً مهماً من حياتهم، وتحولهم لأشخاص ذوي احتياجات خاصة. وقال «لا ننكر أن هناك متجاوزين، ولذلك تكمن أهمية التوعية بالبيت والأسرة بأهمية التقيد بأنظمة المرور لحماية المجتمع، كما أننا لا نستطيع أن نجعل في كل شارع وكل حي أو كل بيت 6 دوريات، ولذلك يجب أن يكون الرادع من نفسه، وهنا تكمن أهمية حملة «يعطيك خيرها» بالتوعية المرورية وبالمخاطر والخسائر المادية والبشرية». من جانبه، وجه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ النصح والإرشاد للشباب، وحثهم على الالتزام بالقوانين المرورية وأنظمة السلامة؛ لما لها من دور كبير في حماية الفرد والمجتمع، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة حول الحفاظ على الأرواح وعدم التسبب في الضرر للآخرين. إلى ذلك، كشف مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج أن هناك توجهاً لتغليظ العقوبة على متجاوزي الأنظمة المرورية، مشيرا إلى أنه من الصعب القضاء على التجاوزات المرورية وهي ظاهرة عالمية، وأرجع كثرة الحوادث كل عام إلى كثرة السيارات، وأضاف «لكل بيت في الأسرة الواحدة أكثر من سيارة». وتضمن الحفل عرضاً تعريفياً عن الحملة قدمه عضو اللجنة التنفيذية الرئيس التنفيذي لشركة بروتوكول عبدالعزيز الربعي. وأوضح الربعي أن عدد المصابين سنوياً نتيجة الحوادث المرورية بحسب الإحصائيات 40 ألف إصابة، 30% منها إعاقات دائمة، أي ما يعادل 35 معاقاً يومياً، و1000 معاق شهرياً. وكشف أن الاقتصاد الوطني وبحسب الدراسات يتكبد سنوياً ما يقارب 21 مليار ريال، تتوزع بين الرعاية الصحية والتعويضات الطبية وفقدان لعناصر منتجة، وساعات عمل وقوى عاملة، ناهيك عن المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لذوي المعاقين، مبيناً أن المملكة سجلت في عام 1433ه، سبعة آلاف حالة وفاة جراء الحوادث، بمعدل 20 حالة وفاة يومية، فيما تصل نسبة الوفيات من فئة الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 22 سنة 72%، بينما تقدر نسبة المعوقين إعاقات حركية 80%، علماً أن مخالفات السرعة تشكل ما نسبته «24.6%» من هذه الحوادث، بينما تشكل مخالفة تجاوز الإشارة نسبة 21.2%.