أطلق أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ظهر أمس، حملة "يعطيك خيرها" للسياقة الآمنة، والتي تتبناها جمعية الأطفال المعاقين، بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور. جاء ذلك خلال رعاية الأمير لحفل انطلاق الحملة والذي احتضنته إمارة الرياض وحضره: رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، ونائب أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله، وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ووزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، ومدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج، ومدير عام الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن المقبل، وممثلون عن الرعاة والداعمون للحملة، وعدد من كبار الشخصيات وحشد كبير من الإعلاميين.
وأكد أمير الرياض خلال كلمة ألقاها في الحفل أن حملة "يعطيك خيرها" تعكس الدور التوعوي الهام للجمعيات المتخصصة ومنها جمعية الأطفال المعوقين وقيامها بدور توعوي، بالإضافة إلى دورها الاجتماعي الذي تقوم به، ليشمل برامج اجتماعية توعوية تسلط الضوء على هذه الفئة وما يعانونه جراء الحوادث المرورية، والتي تسلب منهم جزءاً هاماً من حياتهم، وتحولهم لأشخاص ذوي احتياجات خاصة، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية، واللجان العاملة بالحملة لخدمة هذه القضية الإنسانية، موجهاً شكره لكافة الشركاء والداعمين على دعمهم للحملة ومساهمتهم في إنجاحها على النحو المأمول.
وأوضح أن الحوادث تكبد الاقتصاد الوطني خسائر اقتصادية واجتماعية جراء فقد أشخاص فاعلين في المجتمع كان من الممكن أن يشكلوا ثروة كبيرة للوطن في حال عدم تعرضهم لهذه الحوادث، موجهاً رسالة للشباب للاتعاظ من معاناة أقرانهم والذين تسببت الحوادث في إعاقتهم واتخاذهم عبراً وجعل كافة وسائل السلامة لدى قيادتهم مركباتهم في أولى أولوياتهم.
ووصف في ختام كلمته "يعطيك خيرها" بالحملة الإنسانية النبيلة، معبّراً عن سعادته لرعايته حفل انطلاق هذا العمل الإنساني النبيل والذي يصب في مصلحة الوطن، وسيساهم بإذن الله في التخفيف من نسب الحوادث والإعاقات ويسلط الضوء حول معاناة المعوقين وذويهم على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. ثم دشن أمير منطقة الرياض الحملة من خلال "تغريدة" على الحساب الرسمي للحملة، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
من جانبه وجه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ النصح والإرشاد للشباب، وحثهم على الالتزام بالقوانين المرورية وأنظمة السلامة لما لها من دور كبير في حماية الفرد والمجتمع مستشهداً بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة حول الحفاظ على الأرواح وعدم التسبب في الضرر للآخرين. وتمنى التوفيق للحملة وللجان العاملة داعياً الله عز وجل أن يسدد خطاهم بما فيه خير للوطن والمواطن، آملاً أن تسهم الحملة في التخفيف من نسب الحوادث والإعاقات الناجمة عنها.
وتضمن الحفل عرضاً تعريفياً بالحملة قدمه الأستاذ عبدالعزيز الربعي عضو اللجنة التنفيذية الرئيس التنفيذي لشركة بروتوكول، حول الحملة وأهدافها والشرائح المستهدفة، بالإضافة إلى مجموعة من الإحصائيات والأرقام الموثقة من الجهات الرسمية حول نسبة الوفيات والإعاقات الناجمة عن الحوادث.
وأشار "الربعي" خلال عرضه: أن الحملة تهدف في المقام الأول إلى التوعية بأهمية السياقة الآمنة واتباع أنظمة السلامة المرورية، وتعزيز الوعي المجتمعي بالقوانين المرورية وتحفيزهم على الالتزام بها، وإيصال رسائل إعلامية ومضامين تحتوي على التعريف بالإعاقة ودور الحوادث المرورية في زيادة نسبتها بالمملكة، إلى جانب تعزيز ثقافة أفراد المجتمع بالالتزام تجاه قضايا المعوقين.
وأوضح "الربعي"، أن عدد المصابين سنوياً نتيجة الحوادث المرورية بحسب الإحصائيات 40 ألف إصابة، 30% منها إعاقات دائمة، أي ما يعادل 35 معاقاً يومياً، و1000 معاق شهرياً.
وكشف بأن الاقتصاد الوطني وبحسب الدراسات يتكبد سنوياً ما يقارب ال"21" مليار ريال، تتوزع بين الرعاية الصحية والتعويضات الطبية وفقدان لعناصر منتجة، وساعات عمل وقوى عاملة، ناهيك عن المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لذوي المعاقين، مبيناً أن المملكة سجلت في عام 1433ه، 7 آلاف حالة وفاة جراء الحوادث، بمعدل 20 حالة وفاة يومية، فيما تصل نسبة الوفيات من فئة الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين "18_ 22" سنة "72%"، بينما تقدر نسبة المعوقين إعاقات حركية 80%، علماً أن مخالفات السرعة تشكل ما نسبته "24,6%" من هذه الحوادث، بينما تشكل مخالفة تجاوز الإشارة نسبة 21.2%.
وأعلن "الربعي" أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ممثلة بالقناة الأولى، بادرت بتبني برنامج أسبوعي يحمل نفس اسم الحملة، يقدمه الإعلامي المتميز صلاح الغيدان، يعرض كل يوم ثلاثاء الساعة السابعة والنصف مساء، كما سيتم التركيز على أيضاً على الأطفال ونشر التوعية المرورية بينهم، كونهم يشكلون عنصراً أساسياً في المبادرة من خلال شخصية "ناصح" الكرتونية، وستقوم هذه الشخصية بمهمة النصح والإرشاد من خلال رسائل توعوية، لإشراكهم في عملية النصح، وإيصالها للسائقين، ومن يصحبهم داخل المركبة أيا كان.
يُذكر أن حملة "يعطيك خيرها" مبادرة لجمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وسيواكب الحملة مجموعة من الفعاليات المصاحبة سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقاً من خلال وسائل الإعلام.