انتهت مؤخراً مهرجانات منطقة القصيم «غضا عنيزة»، و«ربيع بريدة»، ولقيت إقبالاً واسعاً من قبل الأهالي والزائرين. «الشرق» التي حضرت خلال الفعاليات المتنوعة، التقت بأمين هيئة السياحة في محافظة الرس، خالد الحناكي، وطرحت عليه تساؤلات أهالي الرس عن الخطط المستقبلية لتطوير مدينتهم سياحياً، وتواصل المهرجانات التي تعد متنفساً مهماً وضرورة اجتماعية. فقال الحناكي في البداية إن الرس تتميز ببيئة ناجحة جداً لإقامة المهرجانات والفعاليات السياحية، مؤكداً أن للمهرجانات المقامة في المحافظة مردوداً اقتصادياً، كونها عامل جذب ترفيهي للأسر والشباب. وعن آخر مهرجان فعلي أقيم في المحافظة، قال إن آخر مهرجان أقيم في الرس كان عام 1429ه، وحقق نجاحاً كبيراً على مدى 20 يوماً، وكان فيه مختلف الفعاليات، مستدركاً أن أسباب عدم إقامة المهرجانات في الوقت الحالي لا تتحملها هيئة السياحة، أو البلدية، أو المحافظة، وقال: السبب الرئيس، من وجهة نظري، أنه يجب أن يكون هناك تقبل في المجتمع لفكرة المهرجانات، ونواجه أحياناً أشخاصاً يريدونه على حسب أهوائهم، وإن لم ننفذ ما يريد يحاول أن يهدم ما نبنيه، مضيفاً أن تقبل المجتمع المحلي للمهرجانات مهم، وربما يحتاج هذا لسنوات حتى يمكن تجاوزه، مشيراً إلى أن هناك تطوراً ملحوظاً في تقبل المجتمع بعد آخر مهرجان، وهذا يجعل تقبل المهرجانات ممكناً. ولخص الحناكي العوائق لدى المشغلين والقائمين على المهرجانات في نقص الدعم المادي لهم، وقال: من الصعب على المشغل أن يقدم فعاليات ومهرجانات ثم يخسر مادياً. وأكد الحناكي أن هيئة السياحة داعم أساسي لهذا الموضوع بالمال كشريك وليس كلاعب أساسي في العملية، فهي تعطيك الدافع، والمظلة الرسمية والأموال، وتساعد على استمرار المهرجان. وقدم الحناكي نبذة عن أعمال الهيئة في الرس، وهي أربعة تقدم بالشراكة مع بلدية الرس في برج الشنانة، كمركز سياحي معتمد من قبل الهيئة، كما اعتُمد مشروع الجريف الذي سيقام له سور وغرف، لتروي قصة الجريف كاملة، وكذلك نفق إبراهيم باشا الذي صدر له نزع ملكية لإقامة المشروع على كامل الموقع، وسيكون هناك مكان كبير لرواية القصة في صالة زوار مفتوحة على مدار العام، وفي المحفل أقامت الهيئة برجاً للفعاليات، وما يقارب 14 محلاً للأسر المنتجة تم تسليمها للبلدية بشكل رسمي قبل انتهاء المحفل، وأضاف قائلاً: هناك فكرة لإقامة سوق شعبي في «القشيع»، وكلها من أعمال الهيئة. أما عن متطلبات الأهالي، فقال: إنهم يبحثون عن مهرجانات موسمية، وهذا مهم، لكن لابد من تضافر الجهود، فلا يمكن للهيئة أن تفعل ذلك وحدها، ولا أي جهة أخرى، كالبلدية، أو المحافظة، وأهم من هذا كله يجب أن يكون هناك تقبل مجتمعي لأن يكون هُناك مهرجانات وفعاليات ترفيهية وثقافية، مضيفاً أن إجراءات طلب إقامة مهرجان غير معقدة، مؤكداً «سنسعد ونحن نسعى لتقديم كل الدعم، بدءاً من التصريح من هيئة السياحة، والسجل التجاري، لإقامة مهرجانات وفعاليات ومعارض». ودعا الحناكي المشغلين إلى التقدم للهيئة لاستخراج التصريح خلال يوم واحد بتأييد من الهيئة، ويصدر له سجل تجاري، وهذه دعوة لأكبر عدد من المشغلين والراغبين في إقامة مهرجانات وفعاليات؛ حيث سيجدون من الهيئة الدعم الرسمي والمادي، ولكن يجب أن يوجَد رجال أعمال يساهمون في ذلك، وتقبل من المجتمع لهذه المهرجانات.