عُقد السبت الماضي في العاصمة الأسكتلندية أدنبرة المؤتمر العلمي السابع للطلبة السعوديين وبدعم من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وباستضافة من الجامعات الأسكتلندية. تميِّز المؤتمر بعقول سعوديِّة شابَّة كان لها الدور الكبير في المُشاركة بأكثر من 600 ورقة وملصق علمي، ومشاركة أكثر من 90% من الطلبة، وبوجود عدد كبير من المحكمين من الجامعات البريطانية العريقة الذين أشادوا بجودة المؤتمر وأهمية أوراق العمل التي قُدمت بشكلٍ دقيق ومتنوِّع يجسد الدور الكبير للمبتعثين والمبتعثات السعوديين في جميع اتجاهات التطوُّر العلمي «العلوم الطبيِّة، التطبيقية، الاجتماعية والصحية، العلوم الإنسانية والسياسية والقانون، والأورام والجينات وغيرها من التخصصات الدقيقة». هذا المؤتمر الذي كانت فكرته طلابيِّة لأنهُم الإضافة الفاصلة في نجاح أي محفلٍ علمي، وقد كان في مقدمة القائمين على بذل الجهود لإنجاح هذا المؤتمر سعادة الملحق الثقافي السعودي لدى المملكة المتحدة الدكتور، فيصل أبا الخيل، الّذي كانَ له الدور الأكبر في احتواء الطلبة، ولأنَّ المؤتمر يُعتبر نقلة مفصليِّة في تطوير البحوث العلميِّة السعوديِّة نتمنَّى أن تنظر الجهات ذات الاختصاص في السعوديّة نظرة جديِّة والاستفادة من القدرات التي يمتلكها المبتعثون والمبتعثات، فقد ساهم المؤتمر بشكلٍ كبير في تغيير الصورة النمطيِّة عن السعوديين من كونهم شعباً غير جدِّي إلى شعب قَادر على تعليم الغير، بل شعب يُستفاد مِن قدراتهِ وابتكاراته؛ وكان ذلك ظاهراً من خلال الآراء التي صاحبت المؤتمر من مدير جامعة أدنبرة والمحكمين، وبنظرة إلى الجامعات المرموقة سنجد أنها تضم عدداً من الطلاب السعوديين يتهيأ للقارئ أنهم في ولاية العلماء المجهولة لكثرة المتميزين على مستوى الاختراعات والابتكارات. الخروج من مؤتمر أدنبرة الذي زخر بعدد من الأوراق العلمية المنافسة على المستوى الدولي بشارة خير مستقبلاً لنمو وتأسيس مستقبل زاهٍ لبيئة البحوث العلمية في السعودية، ستضيف بلا شك إلى الأساسات السليمة التي سبقنا إليها جيل المبتعثين القدامى، وفي حال فسح المجال لإشراك الدماء الجديدة من الجيل الجديد الذي رعاه بشكل أساسي وشجعه مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، فإن هذا الجيل من العائدين سيعمل على علاج الإشكاليات التي يصارعها البحث العلمي الحالي في السعودية الذي شهد في الأونة الأخيرة حركة مدٍ وجزر من سرقة البحوث وتلفيقات وأكاذيب امتدت جرأتها للمقام السامي، وهي من الأمور المخجلة التي تنادي بضرورة إزاحة الفاسدين في مجال البحوث العلمية واستبدالهم بآخرين حتى تظهر البيئة البحثية العلمية السعودية بشكل متجدد من خلال تعزيز فكرة تدوير الباحثين لأننا في هذا الجيل نستطيع أن نتحدث وفي أيدينا مئات الآلاف من المبتعثين وعشرات الآلاف منهم خريجون يمتلكون الأدوات اللازمة لاستقلالهم البحثي والعلمي، التي ستمكنهم من إدارة المشاريع البحثية بجدارة متناهية، وجولة سريعة في هاشتاق #سرقوني ستجد الكم الهائل من الشهادات والألقاب الأكاديمية المنسوبة إلى عدد كبير من المسؤولين، وما هذا إلا قطرة في فيض، خريجو برنامج خادم الحرمين الشريفين كفيلون بالمنصب وتحمل المسؤولية بعد أن أثبت المؤتمر قدراتهم العلمية والقياديّة. التميُّز العلمي الذي استعرضه المبتعثون في هذا المؤتمر رافقه تميز على مستوى التفاعل الاجتماعي في تنظيم المؤتمر من خلال القائمين على اللجنة الإعلاميِّة بريادة رئيس نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا طالب الماجستير في الصحافة الدولية والإلكترونية حسن النجراني كما كان لمشروع الشراكة الخدمية الطلابية «سعوديون في بريطانيا» @saudiuk الدور الفعَّال في تقديم خدماته التطوعية للمبتعثين والمبتعثات والتعريف بقوانين وأنظمة الملحقية ومتطلباتها وهذا الحساب تُديرهُ طالبة الدكتوراة في علم وراثة الأورام ثريا شيناوي التي تم تكريمها من قبل السفير السعودي في المملكة المتحدة. وهذا يعكس لنا أن السعوديين في بريطانيا فخر للوطن بتميزهم الذي فاق جميع الاتجاهات العلميِّة والإعلاميّة.