أبان المدير العام لمديرية الزراعة في منطقة نجران، المهندس تركي الوادعي عن مدى التأثيرات التي تلقتها المنطقة في مجال الإنتاج الزراعي بسبب قربها من الحدود الجنوبية للملكة، كما وجه خلال حديثه مع «الشرق» اتهاما لنخيل محافظة الأحساء بتصدير ونشر سوسة النخيل في المملكة، لافتا في حديثه إلى ما رفع للمقام السامي بضرورة بيع الأعلاف والخطوات المتبعة لذلك. - هل للأوضاع الأمنية في اليمن الشقيق علاقة بحظر نقل المحاصيل الزراعية والبهائم عن طريق المنافذ البرية؟ - نعم، هناك علاقة بين الحظر والوضع في اليمن، لكنه لا يتعلق بالشأن السياسي أو الأمني، بل بالأمراض التي انتشرت في البهائم في دولة اليمن الشقيق، والدليل على ذلك أن هناك حظرا على خيول نجران من المشاركات خارج المنطقة تخوفا من إصابتها بعدوى من المنطقة الحدودية، كما يمنع دخول المنتجات الحيوانية من دولة اليمن تخوفاً من الأمراض المعدية. أما بالنسبة للمحاصيل والمنتجات النباتية فالمنافذ البرية تستقبل المنتجات النباتية، فإذا كانت سليمة ومتوافقة مع الاشتراطات؛ مرّرت، أما إذا كانت مصابة بأي نوع من الآفات الحشرية أو غيرها فإنها تمنع من الدخول، وهناك تعميم يوزع من منظمة الصحة العالمية في حال وجود مرض منتشر في اليمن أو أي دولة أخرى، وبالتالي يمنع دخول منتجاتها عن طريق المنافذ، مثلما حصل أثناء انتشار حمى الوادي المتصدع، حيث تلقينا تعميما بحظر دخول الحيوانات، سواء من منفذ الخضراء أو منفذ الوديعة البرية، كما تلقينا تعميما آخر كتأمين في حالة دخول المنتجات الحيوانية من جهة اليمن فعلى المتقدم الذهاب إلى منفذ الطوال في منطقة جازان، حيث إن هذا المنفذ مجهز بالكامل. - ما أسباب انتشار السوسة الحمراء في بعض مناطق المملكة؟ - في الحقيقة، تشير أصابع الاتهام إلى محافظة الأحساء بتسببها في تفشي السوسة عبر فسائل النخيل، وأطالب جميع المواطنين والمزارعين ومديري الإدارات الحكومية والجهات الأمنية التعاون في سبيل الحد من انتشار هذه الآفة، التي لم تكن موجودة في منطقة نجران من قبل، بل لم تكن موجودة في المملكة كلها، لكنها أدخلت عبر فسائل النخيل إلى محافظة الأحساء، ومنها انتشرت إلى بقية المناطق التي تعاني حاليا من سوسة النخيل. - ما توجيهكم للمزارعين لتفادي التورط في تلك الفسائل؟ - أحثهم على تجنب شراء فسائل النخيل من المناطق المصابة، وفي حالة عدم رضى المواطن بذلك وإصراره على شراء الفسائل، فعليه أن يطلب الكشف عليها، فإن ثبت خلوها من السوسة يسمح له بنقلها، ونعمل حاليا على برنامج المكافحة المتكاملة لفحص النخيل. - كيف تكافحونها؟ - إذا كان النخيل مصابا إصابة بالغة، فإننا نباشر في إزالته ونقله إلى الفرامة ثم التخلص منه في مكب النفايات، أو الاستفادة من مخلفات هذا الفرم في حال رغب أحد المزارعين خلطها مع الأسمدة، حيث إنها تحتوي على مكون عضوي مفيد للنبات. ولدينا في منطقة نجران ثمانية مواقع لمصائد جاذبة للحشرات وخاصة سوسة النخيل الحمراء، وتعطينا مؤشرات عن مدة الإصابة ومدى قوتها وضعفها، وفي نفس الوقت تقضي على الحشرات، ويوجد في كل موقع مهندس وفرقة رش وجهاز حقن وعامل رش. - هل لديكم إحصائيات وأرقام بخصوص مكافحة سوسة النخيل في منطقة نجران ومحافظاتها؟ - خلال ثلاثة أشهر قمنا برش 54 ألف نخلة، وحقن ألف و370 أخرى، كما أزلنا ثلاثة آلاف نخلة مع فرمها ونقلها إلى مكب النفايات. ويستمر العمل في برنامجنا على فترتين، صباحية ومسائية، كما تحكمنا ظروف الطقس، حيث إننا لا نستطيع إجراء عمليات الرش إذا كانت هناك أمطار أو غبار، وهناك فترتان نتوقف فيهما: فترة جمع المحصول، وفترة تلقيح النخيل، أما الفحص وتحديد المناطق المصابة فهذا مستمر. - صرح وزير الزراعة أن نجران مقبلة على جفاف. هل اتخذتم خطوات وإجراءات احتياطية؟ - هناك خطط وضعتها الإدارة لمواجهة مثل هذه الاحتمالات، خصوصا بعدما استقلّت وزارة المياه التي نظرت في وضع المياه في المزارع واستخدام أساليب الري القديمة في الغمر، كما تم إنشاء إدارة اسمها إدارة الري، التي تعاقدت وجلبت العديد من الخبراء في برامج الري. - هل هناك مزارع لا تزال تستخدم طريقة الري بالغمر؟ - نعم، مثل رجلاء وقرى غرب نجران، وقد شجعت الوزارة على أساليب الري الحديثة، إذ تعطي المزارعين إعانات قدرها 70% عن طريق صندوق التنمية الزراعية، وهذه خطوة مشجعة ومحفزة للمزارع للعمل بأريحية، فهناك مزارعون غير مقتنعون، ونحن نحاول وضع الحقول الإرشادية في المناطق التي مازال أصحابها يزاولون طريقة الري بالغمر بكثرة. وقد أثبتت طريقة الري بالأساليب الحديثة كفاءتها في الري، من ناحية التوفير في الماء والجهد والوقت، ومنع الحشائش غير المرغوب فيها من النمو، كما عقدنا أربع ندوات إرشادية وتوعوية، لكننا نعاني من عدم حضور أعداد كافية من المزارعين، فاتجهنا إلى تنظيمها في المدارس المتوسطة والثانوية لارتفاع مستوى الوعي لدى الطلاب، وتوجيه الطلاب لدعوة أولياء أمورهم للحضور، ونقيم يوما كاملا في الإرشاد في مجال الزراعة وفي مجال مكافحة الآفات والأمراض المشتركة ما بين الإنسان والحيوان ومكافحة السوسة الحمراء، وفي استخدام أساليب الري الحديثة. - المزارعون في نجران يبدون تذمرا من إنشاء السدود، ومنها سد وادي نجران. ما موقفكم؟ - وزارة المياه وزارة مستقلة، لذلك سياستها تأمين مياه الشرب ولكن مشروعاتها لها بعد، وفيما يخص القطاع الزراعي هناك مشروعات تقيمها وزارة الزراعة ووزارة المياه تعود بالنفع على القطاع الزراعي ومنها إقامة السدود وجلب المياه من المناطق البعيدة كالربع الخالي فبالتالي يخف السحب على المخزون المائي في حوض وادي نجران ومحطات تنقية المياه المعالجة والصرف ستوفر علينا من ناحية الإمكان أن نسقي بها أشجار الشوارع والمسطحات الخضراء والحدائق. - انتشار الكلاب الضالة في نجران أصبحت ظاهرة مزعجة للمواطنين، وكذالك ظهور القردة في غرب نجران أصبح واقعاً مزعجاً. ما موقفكم؟ - ليس ذلك من مسؤوليتنا، وليست مكافحة هذه الحيوانات من اختصاص الزراعة، فالقردة من اختصاص الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، والكلاب من اختصاص الأمانة، والواجب على الجهات المعنية مكافحتها ووضع حد لما تسببه من أضرار للمزارعين أو إزعاج للأهالي. - هل لديكم آلية في تسريع تلقي بلاغات نفوق الحيوانات أو تعرضها للأمراض المعدية؟ - نعم لدينا آلية للإبلاغ عن نفوق الأغنام في المنطقة حيث نكلف فرقة بيطرية للفحص وأخذ عينات من الأعلاف، وإذا كان النفوق خلال فترة وجيزة، فإننا نأخذ العينات من الحيوان النافق، ونرسلها للوزارة، فإذا أثبتت التقارير أن النفوق بسبب تسمم من الأعلاف نتيجة لسوء التخزين، كما ظهر لدينا في أكثر من حالة، فإننا نوجه أصابع الاتهام إما للمزارع أو التاجر أو المستهلك، وقمنا برفع خطاب بهذا الشأن لأمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله واقترحنا إلزام جميع المتعهدين ببيع الأعلاف عدم بيعها إلا بموجب فاتورة يوضح فيها اسم البائع واسم المشتري ونوع الصنف وتاريخ الشراء وبيان الكمية، ليتم التعرف على مصدر التسمم وتتبع حالة الأعلاف وكيفية تخزينها، وقد وافق أمير المنطقة على المقترح وسوف نبدأ العمل به قريبا. - كلمة أخيرة تود ذكرها لقراء «الشرق»؟ - في الحقيقة أشكر لكم هذه الاستضافة، وآمل أن نكون قد أثرينا قراء «الشرق» ببعض من المعلومات التي تهمهم.