بثوبه المصري الأصيل يطل علينا كالنسيم وتلك العينين الغائرتين تحكي قصة إنسان جميل قصة فلاح يحرث أرض الكلمات رجل طويل، يرتدي معطفه الأسود وثوبه الأسود في وسط ملامحه المضيئة راح يشجو نغمه الحزين بناي يطرب البعيد قبل القريب بناي يطرب الفرح قبل الحزن يعزف كلمات الجوع والفقر والحب بقوة رجل الصحراء انعدمت بها المياه بقوة أم ولود وأخت حنون كلمات لا تهاب رياح الألم ولا تستمع لعتب القلم تكتب من أعماق السهول بقوة جريانها في الحقول تبنى قضية الإنسان اليتيم يطالب بالحقوق رغم القيود لم يعرف الخوف يوما قد اعتاد على دار اليتم سنين وعاش قسوة الجوع والحنين ثم أصبح يكتب شعره الغريب في طريق خلف طريق بخيوط فضة وحرير لامس قلوب المصريين والعرب أجمعين وتغنى له الطرب الأصيل وترددت أبياته في الشوارع والبيوت المتجاورة سمعه الطفل الصغير والشيخ الكبير ألم يسطو صفحات الوطن في كل حين لم يغب عن ثورة، ولا قصة، ولا حاكم إلا وحبك قصته وكلماته بماء الذهب يسجل للتاريخ دروسا مجانية في معنى الإنسانية حتى أصبح تؤم اسمه نجم بسماء هل عرفتم أحمد نجم العربي الأصيل صاحب الشكوى والنغمة المحروقة تعتصر القلب المنير تطالب بحق الفقير وتهاجم اللئيم أبياته ترسم الخبز والجوع متقابلين وتخيط الصبر وطول البال لتلبس المواطن ثوب الحكمة والقول الرشيد ضربت أبياته بسوط المستحيل ما عادت توقفه أو تخوفه سجون البأس وكلمة لا يا صابر، صبرك توجه المحتاجين اليمين واليسار واقفين عودتهم كلماتك حب الوطن لا لتقسيم للغني والفقير كلماتك علامة في وسط الجبين هي المعرفة القديمة بحقوق البشر أجمعين هي العنوان الذي تردده الصحف والجرائد في كل حين يا من قال تلك الكلمات: «غمي عيونك سد ودوانك افتح بقك قول أنا فين الشاطر فيكو يحزر فزر في دقيقتين والأشطر منه اللي يحزرها في غمضة عين» من يستطيع أن يجاري حسك الفني وتعب الأرض من يستطيع يخوض مخاضك في السجون مع بسمة أمل باقية ورقة حديث وعذوبة حرف وأصالة فلاح مصري شريف.