قرية خارج الزمن، خارج الواقع، ولولا وجود بيوت متناثرة فيها لكانت أقرب إلى «المخيَّم» منها إلى القرية. هذه الحقيقة تأكدت ب «فضل» نسيان «المويهية» خارج خطط النموِّ في محافظة عفيف، وكان نتاج ذلك منازل بلا كهرباء، وطرقاً بلا أرصفة، ومسجداً وحيداً بلا عناية. تقع قرية المويهية على مسافة 120 كيلو متراً شرقي محافظة عفيف، وتتكون من مجموعة منازل ومزارع يقطنها ويعمل فيها سكان تجمَّعوا قبل أكثر من ثلاثة عقود، وكوَّنوا نواة المكان الذي كان يُتَوقَّع له أن يكون إحدى حواضر المحافظة. لكنَّ توقعات السكان الأوائل لم تتحقق، وبقيت القرية التي يمر بها الطريق الجديد «طريق عفيف – الخط السريع الرياضالطائف» مجرد قرية مهملة، فيما بقي أهاليها يطالبون بالخدمات بلا جدوى. وبقيت القرية خارج نطاق خريطة الكرة الأرضية، أضف إلى ذلك عدم اعتماد تسجيل مسجد القرية الوحيد في قائمة مساجد فرع وزارة الأوقاف في عفيف، وتُرك دون فُرُش ولا عناية، وحين تحدَّث سكان القرية ل «الشرق»؛ جَمَعتْ منهم مناشدات جادة بسرعة إنهاء معاناتهم وتوفير الخدمات الطبيعية المسخَّرة لكل مواطن في هذا الوطن. وتحدث معرف القرية مسعد الشيباني بأن القرية تعاني نقصاً حاداً في خدمات مهمة، أبرزها التيار الكهربائي، مبيناً أن السكان سبق أن تقدموا بمطالبات لفرع شركة الكهرباء في محافظة عفيف، وحصلوا على وعود وتأكيدات لرفع معاملتهم إلى الوزارة في الرياض، وسمعوا كلاماً كثيراً عن اعتماد إيصال التيار الكهربائي إلى منازلهم. يضيف الشيبان: لكن ذلك لم يتم إلى الآن، ولم نجد حلاً سوى الاعتماد على مولدات بدائية «مواطير»، وهذه المولدات ترهقهم كثيراً بأعطالها المستمرة، خاصة مع تقلبات الأجواء. في السياق ذاته، قال سلطان مسعد الشيباني إن مندوبين من فرع كهرباء عفيف زاروا القرية قبل فترة، لكن الوضع لا يزال على ما هو عليه. وأضاف: أعمدة التيار الكهربائي وصلت إلى قرية مجاورة تبعد ما يقارب 20 كيلو متراً، تمهيداً لإيصال التيار الكهرباء لتلك القرية، «فيما بقيت قريتنا محرومة»، على حدِّ تعبيره. محمد الشيباني تحدث عن مسجد القرية الوحيد الذي يعاني الإهمال بلا فرش ولا رعاية، كما أنه لم يُسجَّل ضمن المساجد المعتمدة من الأوقاف رغم رفع معاملته إلى إدارة الأوقاف في المحافظة، حتى أن دورات المياه في المسجد لم تكتمل منذ سنوات، والسبب هو ضعف قدرة الناس المالية على القيام بإكماله. «الشرق» بدورها تواصلت مع مدير فرع شركة الكهرباء في عفيف ناصر العواجي، وسألته عن وضع القرية، وقد أفاد بأنه سوف يبحث معاملة قرية المويهية، ومن ثم يقدِّم إفادة وافية، لكن الإفادة لم تصل على الرغم من مضيِّ أيام على الاتصال الأول.