يريد نظام بشار الأسد وحلفاؤه في إيران وروسيا تحويل دفة مؤتمر جنيف الثاني ليناقش مسألة «مواجهة الإرهاب» المتمثل في المقاتلين المتشددين داخل الأراضي السورية بدلاً من مناقشة آلية نقل السلطة من الأسد إلى هيئة توافقية تنتصر لمشروع التغيير وتعمل على إنهاء الصراع دون مزيدٍ من الخسائر. لقاءات وزراء الخارجية الروسي والإيراني والسوري خلال ال 48 ساعة الماضية، التي تُوِّجَت بعدة تصريحات تبدو استفزازية لقوى الثورة، تشير إلى «تنظيم جيد» من قِبل هذا المعسكر ل «جنيف2»، إنهم يسعون إلى إفساده وحرفه عن مساره المحدد مسبقاً في «جنيف1» وذلك من خلال استباق المحادثات بتصريحات تثير الإحباط وتصنع حالة من التشتت مستغلين عدم حسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة حتى الآن (يُنتظَر تحديده خلال ساعات). هذا التنظيم تحدث عنه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إذ أكد لوسائل إعلام إيرانية أن الثلاثي (دمشق- موسكو- طهران) ينسق من أجل حضور «فاعل» و «بناء» في المحادثات التي تنطلق الأربعاء في سويسرا، ويعنى هذا التصريح أن المؤتمر قد يشهد مماطلة وتسويفاً بغرض إفراغه من مضمونه. إنها استعدادات تستدعي التنبه واليقظة، وتحتاج إلى عمل مضاد لإحباطها بالتنسيق مع المعارضة التي لم تحسم أمر مشاركتها بعد لأنها تتخوف من فشل سياسي يمنح الأسد شرعية فقدها بإصراره على قتل السوريين. ويمكن القول إن الذين سمحوا للإرهاب أن يدخل سوريا لا يمكن لهم أن يتحدثوا عن بحث مقاومته، ومن غير المنطقي أن يُسمَح لمن أخذوا بلدهم إلى هذا المصير بقيادة مرحلة انتقالية أو التحكم في المستقبل لأنهم أقوى جاذب للإرهاب، والدليل ميليشيات حزب الله والكتائب العراقية التي تحتل أراضيَ سورية وتقتل المدنيين.