أعلنت المعارضة السورية والدول التي تدعمها أمس الأحد، في ختام اجتماع عقد في باريس، أن «لا مستقبل» للرئيس الأسد في سوريا، إلا أن الائتلاف المعارض لم يحسم بعد مسألة مشاركته في مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في ختام اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا بحضور وزراء خارجية 11 دولة داعمة للمعارضة السورية «أهم ما في هذا الاجتماع أننا اتفقنا أن لا مستقبل للأسد ولا لعائلته في سوريا»، وأضاف الجربا: «تنحية الأسد عن أي مشهد من المشهد السوري باتت أمرًا محسومًا دون أي تأويل أو التباس، كما أن عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها باتت موضع إجماع». ويبدو أن وزراء خارجية الدول ال11 من أصدقاء سوريا (بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، السعودية، الإمارات، قطر، مصر، الأردن، الولاياتالمتحدة وتركيا) لم يتمكنوا من إقناع ممثلي الائتلاف بإعلان المشاركة في مؤتمر جنيف-2، وجاء في البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع: «نطلب فورًا من الائتلاف الوطني الرد بالإيجاب على الدعوة إلى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الأمين العام للامم المتحدة». وتابع البيان: «لا بد لجنيف-2 أن يتيح للشعب السوري الإمساك بمقدراته وإنهاء النظام المستبد الحالي عبر عملية انتقالية سياسية فعلية»، وأضاف البيان أن المجتمعين كرروا «دعمهم» للائتلاف ودانوا ب»أشد التعابير حزمًا الفظاعات التي يرتكبها النظام يوميًا ضد الشعب بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى»، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في المؤتمر الصحافي: «من المهم أن ينعقد جنيف-2، ليس ثمة حل آخر للمأساة السورية سوى الحل السياسي». من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «ثقته» في مشاركة المعارضة السورية في جنيف2، وقال كيري في تصريح صحافي: «شخصيًا أنا واثق من أن المعارضة السورية ستأتي إلى جنيف»، وأضاف: «إنه اختبار لمصداقية الجميع، وأنا أعول على قدوم الجانبين معًا» إلى جنيف، وتابع إنه عقد «اجتماعًا بناء جدًا» مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا. بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأحد: إن بلاده ترفض أي دعوة «مشروطة» للمشاركة في جنيف 2 لحل الأزمة السورية، وأنها لا تسعى للحصول على دعوة إليه، ووصل ظريف قرابة الساعة 20,00 من مساء الأحد (1800 تغ) إلى مطار العاصمة اللبنانية، حيث عقد مؤتمرًا صحافيًا، في مستهل زيارة يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين. وقال ظريف ردًا على سؤال حول مشاركة طهران في المؤتمر الدولي: «إذا وجهت لنا دعوة غير مشروطة مسبقًا سنشارك في أعمال هذا المؤتمر، لكن في المقابل نحن لا نسعى إلى تلقي مثل هذه الدعوة»، وأضاف بحسب الترجمة المباشرة إلى العربية «الرسالة التي نوجهها إلى القائمين على أعمال جنيف 2 ألا يفسحوا المجال للرؤى والمواقف السياسية التي من شأنها أن تعقد الآلية المؤيدة إلى انضاج الحل السياسي في سوريا»، معتبرًا أن هذا الحل «هو الوحيد المتاح للأزمة السورية». ميدانيًا، قتل نحو 700 شخص في 9 أيام من المعارك الدائرة بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومقاتلي المعارضة السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، واعتبرت داعش أن هذه الاشتباكات تهدف إلى «القضاء» عليها تمهيدًا لمؤتمر جنيف-2 المقرر عقده هذا الشهر، وقالت الدولة الاسلامية في بيان صادر عن «ولاية الرقة» نشرته مواقع جهادية «لقد بدأت الأزمة الأخيرة بعدما أقدمت مجموعة من الفصائل ذات التوجهات المنحرفة من الفصائل المنضوية تحت تشكيل ما يسمى ب»جيش المجاهدين» بالهجوم على مقرات الدولة وبيوت المهاجرين (المقاتلين الأجانب) في ولايات حلب وإدلب وحماة وغيرها». واعتبر البيان أن «جيش المجاهدين»، «ما تشكل أصلا إلا لقتال الدولة الإسلامية والقضاء على نواة الخلافة، واستبدالها بمشروع على مقاسات ترضى عنها أمم الكفر المحتشدة في جنيف 2». المزيد من الصور :