بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع العاهل الأردني عبدالله الثاني ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ونتائج زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة عمان قبل يومين. وفي زيارته المفاجئة وضع الملك عبدالله الثاني بصورة المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين من وجهة نظر إسرائيلية. وهذه الزيارة غير المعلنة من قبل، تأتي برغبة من الملك للاستماع إلى الجانب الإسرائيلي باعتباره طرفاً رئيساً في المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين. وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو كان لديه فضول لمعرفة طبيعة المباحثات التي جرت بين عمان وطهران بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل ثلاثة أيام لعمان. وأوضحت المصادر أن إسرائيل معنية بمعرفة تفاصيل زيارة ظريف لعمان وطبيعة الملفات التي تم نقاشها مع عمان، خاصة بعد الانفتاح الإيراني تجاه عدد من الدول العربية. وتطابقت تصريحات المصادر مع ما ذهبت إليه مصادر استخباراتية إسرائيلية تحدثت لموقع «ديبكا» المقرب من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن تلك الزيارة المفاجئة غير متعلقة بمحادثات السلام، ولكن نتنياهو أراد أن يستمع من العاهل الأردني إلى تفاصيل محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي زار العاصمة الأردنية عمّان خلال هذا الأسبوع. الملك عبدالله الثاني، كان معنياً بملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حيث أكد لنتنياهو «أن المصالح الأردنية العليا، خصوصاً تلك المتعلقة بقضايا الوضع النهائي، تقع في قمة أولوياتنا». التأكيد الأردني يأتي في سياق الرسالة الأردنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أنه لن يقبل بتمرير أي اتفاق بينهما قد يكون على حساب الخيار الأردني أو استبعاده من أي اطار للحل، خاصة في قضايا الحل النهائي اللاجئين والقدس والمياه والحدود. وأكد الملك، خلال اللقاء، أهمية استغلال عامل الوقت والبناء على الفرصة المتاحة، من خلال الجهود المكثفة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لتحقيق تقدم ملموس في مفاوضات السلام وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وأكد الملك أهمية قيام جميع الأطراف المعنية بتحقيق السلام العادل والشامل بتوفير الأجواء المناسبة لإنجاح عملية التفاوض. من جانبه، اطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الملك عبدالله الثاني على مسار مفاوضات السلام والجهود الأمريكية في هذا المجال. وعشية زيارة عمان استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي وصوله بإطلاق تصريحات، حيث رهن التوقيع على اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني باعترافه ب «يهودية إسرائيل»، واصفاً المفاوضات، التي دخلت شهرها السادس، بأنها صعبة ومعقدة. وفي كلمة له ألقاها في حفل مرور خمسين عاماً على تأسيس معهد الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب قال: «نتمسك بحزم بمصالحنا، ولكن من أجل التوصل إلى اتفاق فإنه يجب أن يتوافر عنصران: الاعتراف بالدولة اليهودية، وإنهاء الصراع». ويأتي لقاء الملك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد لقائه مؤخراً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقبله مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المستمر بينه والأطراف المعنية بعملية السلام، وحرصاً منه على تحقيق تقدم ملموس يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، ويحمي في الوقت نفسه المصالح الأردنية العليا، خصوصاً في مفاوضات قضايا الوضع النهائي، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تتم فيها بلورة الإطار التفاوضي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ومدير المخابرات العامة، والوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي. وتعود آخر زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الأردن إلى مارس 2013.